زغودة 3 بقلم:شقيف الشقفاوي
تاريخ النشر : 2020-03-25
من روايتي الجديدة
زغودة (03)

قال في نفسه ليس ثمة اتجاه واضح ، وهذه النقطة امتداد لنفس المتاهة السابقة ، حتى فوارة الماء التي أمامي تشبه تلك التي رأيتها حين سافرت إلى قسنطينة ، الناس هناك هجروا من الميلية لذلك ملامحهم متشابهة، فإن لم يكونوا من بني فرقان أو من عجنق فهم بالتأكيد من العنصر ، لكن هذه المرة الصورة باهتة و فاقدة اللون ، وغير واضحة المعالم و الاحداثيات ، حتى هذه الوجوه التي تعبر الساحة في عجالة من أمرها تختلف في الملامح و المقاصد و الاتجاهات ، إنها أشبه بعش بوزنزن حين ترجه من غير قصد ، فسفساء من البشر ، لابد أنهم من كل المناطق التي أعرفها ، من الشقفة أو تاكسنة و ربما من مدن أخرى كالقل ؟ أو الحروش ؟ أو لقرارم ،،؟ و هذان الشابان ربما يكونان من بني معزوز ، فأحدهما يشبه عمي الشريف المعزوزي و قد يكون ابنه ، أما الآخر فلا يهمني من أين ؟ غير أن رنة صوته توحي لي أنه من تامنجر أو لعرابة ، و ربما من أولاد عطية ، فالمبروك قبل أن يسافر إلى الخارج كان يقول لنا العالم أصبح قرية صغيرة ، و كان والده كسولةالعلوي يحرك رأسه للتأكيد ، لكن الغريب أن بين تانفدور و العاصمة مئات القرى و عشرات المدن فأين ينحصر هذا العالم الذي تحول إلى قرية ، لا بدا أنها أكذوبة للتغرير بي و إبعادي عن زغودة ، لن ينتزعها مني ابن اللص ، حتى و لو تخرج من جامعة كسفورد ( في إشارة لجامعة أوكسفورد ) ، سأتصدى له مثلما تصديت لوالده يوم تصيد الذئبة ، فلفها في جلد المعز و أحضرها إلى سوق الجمعة و باع لحمها للناس ، من بينهم الشريف المعزوزي و احميد العشاوي ، و قد فضحته بلا خوف و لا تردد ، قلت لهم : بوكسولة العلوي لا يعرف الحلال هو مثل أنسابه أخوال المبروك
.../...
يتبع
شقيف الشقفاوي