لا تبحثوا عني بقلم:عبد العزيز قريش
تاريخ النشر : 2020-03-24
لا تبحثوا عني
" مهداة لبقايا الأسماء "
عبد العزيز قريش
فاس في: 22 مارس 2020
لا تبحثوا عني بين رفات الأشجار
ولا في ظلال الأوراق
وأحزان الأغصان
وركام الأحجار
ولا بين بقايا الأسماء وعناوين الجبال
فإني منساب وخرير المياه
وجداول الحساب
في دفاتر الأطفال وعرائس الفتيات
في ضفاف الأنهار
وأجنحة الطيور وسيقان الغزلان
وألفاظ الحيتان
يغرقني نداء الفجر في النسيان
حين يتأبطني معطف بني وبريق عينين
متجها صوب محراب
معمدا بمنمنمات جدران
وطنين أجراس
وشموع كاهن
ودموع أحزان
ويلملمني حارسان وعسس وعساكر
وقيد أبدان من بين حيطان
فجلدي بين الرفاق كرسي
أزرار بذلة ومشجب قميص
حقيبة يد
تابوت صوفي مقدس السر
يرقد في فناء ضريح عفيف محصن
عنده ريشة فنان ترتق الألوان
في شرانق فراشات
خمائل شرفات
تتمايل حينها الأنغام على سلم الألحان
ويصنع الخبز من عرق الطرقات
والسنابل
ويُلَف بخرق الأيام إلى مدافن الغرباء
وتكتب الألقاب والرتب على ألواح الفناء
وتسحب الخلايا والمرايا من صهوة الخيلاء
وتسجى بمناديل الغروب على تراتيل الأوتار
ونواح الغرقى في عطر الشرود
وفي دروب الرماد
في متاحف أصفاد
ولائحة أعياد
تنشد قصيدة موت
ترانيم ناموس موجوعة
بشتى الخيوط والرقائق
وترتل آي قداس على رحيل سراب
وقبر استغراب
ورايات تراب
فلا تبحثوا عني، فإني مدفون في كل الجهات
في النجم والكواكب
والكلمات
أسمع كل الخطوات
أعرف كل الهمزات
الشياطين
والقراء
فأنا لباسكم في دولاب
يرصد الملامح
المدامع والبسمات
فلا تبحثوا عني، فأنا طيف من أطياف الأزقة
والمقاهي والمقل
بالقلم
والمداد
أسمع الحرف والقمر
أوقع التقرير والإبحار في العدم
فلا تبحثوا عني إلا في مقابر الشهداء
ولوائح الهباء