أكبر دليل - ميسون كحيل
تاريخ النشر : 2020-03-18
أكبر دليل - ميسون كحيل


أكبر دليل

لا يخفى على أي متابع أن غزة تعاني على كافة المستويات، بفعل الحصار الاسرائيلي والحروب المتلاحقة خلال العقد الأخير، وأن الصحة فيها تعاني من تدهور شديد على صعيد المرافق والكوادر والأدوية. وكل من عاش في غزة خلال العقد الأخير، وعاصر الحروب السابقة يدرك صعوبة الوضع. فذاكرتنا لا زالت حبلى بصور الشهداء في ثلاجات الأيس كريم، وصور الجرحى في ممرات المستشفيات. وما استدعى هذه الذكريات المؤلمة هو طوفان الكورونا الذي يجتاح العالم، ولم يترك دولة في العالم إلا فاض فيها وبنسب مختلفة. ومن باب الحرص والمسؤولية التي ينبغي على حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة بأن تتحلى بها، فواجبها اتخاذ كافة الاجراءات الوقائية بغية ابعاد هذا الطوفان عن غزة، فلو لا سمح الله طرق هذا الطوفان باب فرد من غزة فلن يبقي ولن يذر. وكلنا في نفس المركب، وكورونا لن يميز بين هذا وذاك، فلماذا التباطؤ والتأخير والتأجيل بالالتزام بقرارات الحكومة الفلسطينية، فكل دول العالم من الأول للثالث طبقت نفس الاجراءات التي أقرتها حكومة محمد اشتية التي كانت سباقة، وكانت إيطاليا المثل الحي الذي أرعب الإنسانية جمعاء، فمجرد الاستهتار بالتعليمات أدى لتفشي الوباء فيها. 

الأمر لا يحتمل المناكفة السياسية، وعلى حماس ويحيى السنوار تحديداً تقع مسؤولية عظيمة، فإما أن نعبر هذا الطوفان بسلام، وإما سنفقد أحباب وأعزاء. فعلياً هي حرب، لكن من نوع آخر ليست رصاصة أو قذيفة أو صاروخ. والحمدلله غزة معافاة لغاية الآن، ونحن بعد حروب عدة عشناها هنا تعودنا فيها على حالة الطوارئ والالتزام بالبيوت فما الذي يمنع من تطبيقها؟!
وكما قال أجدادنا السعيد من وعظ غيره والشقي من اتعظ به غيره وإيطاليا أكبر دليل.

كاتم الصوت: لا شيء يمكن أن يوقف الانقسام! حتى كورونا! أمرهم غريب.

كلام في سرك: الفلوس تعمي النفوس! المهم أنا مش كورونا!