البطل بقلم:حسين المناصرة
تاريخ النشر : 2020-03-08
البطل بقلم:حسين المناصرة


البطل
ق.ق.ج
حسين المناصرة
(1)
لم تنجب جدته السابعة عشرة غيره. وهو لم ينجب من هو مثله؛ رغم أنه أنجب سبعة عشر ذكراً من عشر نساء، عدا عمّن زُرعوا في الأرض الحرام في كل مكان!!
يجلس على "الكرسي" فيستبيح كلّ شيء، حتى "عقر داره". وحوله شتات النفاق والخراب، فيفتي له أصحاب اللحى والصلبان: "كل ما تفعله يا سيد الأسياد حلال، حتى النعامة عندما دسّت رأسها في الرمل جبناً وخوفاً، كان ذبحها من باب الحلال"!!
(2)
صال وجال... فأين منه فرعون ذلك الأزمان؟!
هو سيد الأكوان كلها... حتى الأنبياء –عليهم السلام- لم يُحْدِثوا ما يُذكَر مع معجزاته... أما أُسْد الغاب فهباء... بل خرافة من خرافات العربان!!
الرأس هو...
وكل ما في الكون ذيل يُجرجَر على الأرض، قرب رأس النعامة نازفًا، رمزًا لنهايات من يزعم أنّ السيد "دكتاتور"، فيدفعه جبنه أن يدسّ رأسه في التراب!!

(3)
البطل لم يمت...؛ رغم أنه مات فعلاً!!
صار قبره تحفة حيّة مذهبة، فالولايا قدمن مصاغهن باكيات نائحات... كيف مات البطل!!
هو ذاكرة الأمة وحدها!! هو مستقبلنا عندما نتعرى من كلّ تواريخنا!!
البطل كان منجزًا لحضاراتنا!! ومن المستحيلات أن يولد فينا من هو مثله!!
حتى في وكر هزيمتنا حتى النخاع، لا ننتظر النصر إلا منه. ومن يؤمن منا، يقول في سرّه: "بعد مشيئة الله"!!