بسم الله الرحمن الرحيم
ثمن الخيانة
ولاء العاني
أمسك الورقة والقلم وراح يخطُ كلمات مُبعثرة والطبيب يُراقبهُ باهتمام بالغ فاليوم هي الجلسة الأخيرة من العلاج الذي استمر 6 أشهر وإما أن يصل معهُ إلى نتيجة أو سيفقد المَريض نفسهُ . راح يكتب أسماء دون ان يعرف أحدا معناها . احمد . اسعد . زينب . حنين .... مدرسة . شارع . ثم مزق الورقة بعصبية شديدة ورماها على الأرض ...
لكنه تناول غيرها وعاد يكتب : أمي . أبي . أسعد . أمجد . مدرستي . نخلة
ظل هكذا إلى أن مزق الورقة الاخيرة وصرخ بأعلى صوته واغمي عليه ... الطبيب يراقب في صمت . عندما أفاق أخذ يتلفت وينظر إلى من حوله وكانه عاد من وحشة قبر مظلم كان فيه ...
قال اين انا ؟
رد عليه الدكتور : كل شي على ما يرام يا بني . لم تكن أنت من خان زملائه الجنود . بل قاتلتم ببسالة حتى النهاية وكنتم شعلة من نار على العدو . وأمجد وأسعد وأحمد عادوا من الأسر وزينب لازالت تنتظرك . وهي التي رافقتك يوميا في جلسات العلاج وكانت واثقة انك ستنجوا وتعود اليها ...
مرحبا بك بين اهلك ومحبيك
فتزوج فأنجبت له حبيبته عشتار وعراق . ثم حل الظلام بعدها على وطني ليستشهد هذا البطل دفاعا عن ارضه ضد المحتلين ...
رحم الله شهداءنا ...
ثمن الخيانة بقلم:ولاء العاني
تاريخ النشر : 2020-02-29
