مسائيات كاتب
ومن رؤياي في الحياة ..!
بقلمي / حامد أبوعمرة
في تعاملنا مع البشر ، علمتني الحياة بألا أحكم على الناس من موقف واحد ، فالتجربة الواحدة لا تكفي والمواقف تختلف أيضا باختلاف حجمها، ولا تقاس علاقاتنا بالآخرين بمدى العمر فهناك من يعيشون حولنا منذ لحظة الميلاد لكنهم في عداد الموتي ..! فهم كدوائر المياه عندما نلقى بها حجرا ولوصغيرا فلا يستفيد منها شيئا سواء أكان طيرا أو إنسانا أو غيرهم ،وما تكاد تختفي تلك الدوائر في لمح البصر كأنها لم تكن ..وعلمتني الحياة أنه هناك من الناس من يدخلون قلوبنا بلا إستئذان وتطمئن لهم أنفسنا رغم ان معرفتنا بهم تكون من فترة قريبة وهولاء يكون القلب قد قام بفحصهم بعد الغربلة الفطرية ..وعلمتني الحياة انه عندما نختلف مع أناس كانت بيننا وبينهم علاقة طيبة ، ضحكنا معهم وجمعتنا مائدة واحدة ذات يوم أن لا نخسرهم ولا نغلق الباب أمامهم فننهي كل شيء ، وعلينا أن نمسك زمام الأمور عند الحكم عليهم بميزان الحكمة والعدل فنقارن مابين اعمالهم الرائعة ، وبين مواقفهم السلبية فما يزيد عن الآخر حينها تكون نقطة الفصل مابين أن نستمر معهم أو نختصرهم دون الإساءة إليهم ..وعلمتني الحياة أن لا نحكم على قدوم القطار من بعيد ، حتى يصل المحطة فكم من صور تخدعنا من بعيد ..وعلمتني الحياة عندما يرحل من حولنا أن نسامحهم مهما كانت مواقفهم ، وأن ندعو الله أن يغفر لهم ، فعسى نجد يوما من يدعو لنا مثلهم فحياتنا على الأرض مهما طالت فهي قصيرة .
ومن رؤياي في الحياة!بقلم: حامد أبوعمرة
تاريخ النشر : 2020-02-29