وقفة عقلانية مع حزب التحرير الإسلامي بقلم:م.فايز السويطي
تاريخ النشر : 2020-02-29
المهندس فايز السويطي

وقفة عقلانية مع حزب التحرير الإسلامي

بداية القصد من هذا المنشور ليس الإساءة الى الحزب بل تشخيص نقاط الضعف من خلال النقد البناء من اجل التصويب والنهوض بأداء الحزب في العصر الحديث

تاسس حزب التحرير عام 1953على يد القاضي الأردني تقي الدين النبهاني. وفكر في إقامة خلافة راشدة على منهاج النبوة في خلال 13 عام كما أقامها النبي محمد (ص) لكن مضى حوالي 70 عام ولم ينجح الحزب في ذلك

نقاط الضعف:

1-    يدعي الحزب ان مصطفى كمال اتاتورك هو من هدم الخلافة الإسلامية .بينما الاصح ان من هدمها هو معاوية بن ابي سفيان حيث اختطفها بالسيف من علي بن ابي طالب بعد قتله وقتل الاف المسلمين من خيرة الصحابة وجعلها ملكا عضودا لابنائه وقبيلته

2-    يناقض الحزب نفسه حيث يدعي تجنب الاعمال العسكرية لاقامة الخلافة بينما شذ عن هذه القاعدة في سوريا.خاصة بعد انكشاف اللعبة في سوريا كما اوضحها وزير خارجية قطر السابق واعترافات جماعة الطواقي البيض في فبركة أفلام الكيماوي

3-    يطالب الحزب الجيوش الإسلامية الجرارة بتحرير فلسطين. ويتجاهل ان هذه الجيوش موالية للحكام حتى النخاع وتاتمر باوامرهم

4-    ينتظر الحزب إقامة الخلافة الإسلامية عن طريق النصرة .بمعنى ان يقوم احد الضباط في الجيش بعمل انقلاب ويسلم السلطة للحزب على طبق من ذهب لاقامة الخلافة مع العلم ان أجهزة المخابرات في العصر الحديث تراقب دبيب النملة

5-    يناقض الحزب نفسه حول مفهوم الديمقراطية .فهو يكفرها من جهة بينما يسمح لاعضائه بدخول انتخابات المجلس التشريعي كما حصل بفوز احد أعضائه احمد الداعور ليمثل الحزب في مجلس النواب الأردني عام 1955

6-    في كثير من بياناته التي كان يوزعها سابقا كان يقسم الدول الى قسمين :القسم الأول عميل للمخابرات البريطانية والقسم الثاني عميل للمخابرات الامريكية

7-    يتجاهل الحزب اراء كثير من فقهاء الدين الذين يفضلون إقامة دولة مدنية على دولة الخلافة .ويتجاهل الحزب أسباب سيطرة القبيلة على الخلافة كما حصل مع الامويين والعباسيين والعثمانيين.ويتجاهل أسباب سقوط الخلافة لعشرات المرات والصراع الدموي للوصول الى كرسي الخلافة

نصائح وحلول

لا ينكر احد ان انصار وأعضاء حزب التحرير وخاصة في فلسطين كثر جدا ويظهر ذلك جليا من خلال المسيرات والفعاليات التي ينظمها ويشارك فيها الالاف.وهو يستطيع ان يحشد اكثر مما تحشده كل فصائل المنظمة والسلطة .بالرغم ان السلطة تجبر الموظفين وطلاب المدارس والجامعات على المشاركة في المسيرات التي تنظمها

بالرغم من اختلافي مع الحزب في تعطيل العمل العسكري ضد الاحتلال الا ان الحزب يستطيع الاعتماد على زخمه للقيام  بعدة فعاليات اجتماعية واقتصادية وسياسية مهمة تساعد في التغيير والتطوير والإصلاح وترفع من مكانة الحزب وشعبيته

فمثلا نجح الحزب في المشاركة في فعاليات الحراك ضد قانون الضمان الاجتماعي وكان عاملا مهما في اسقاط القانون بل والحكومة.ويستطيع أيضا المشاركة في فعاليات أخرى حيوية مثل محاربة الفساد والتطبيع والفقر والظلم وتعزيز العدالة الاجتماعية والاقتصادية .وتصويب المسار السياسي الناجم عن اتفاق أوسلو المشؤوم ودعم الاسرى ورفض الاعتقال السياسي وبناء المستوطنات وصفقة القرن