التشمت بالميت وخطاب الكراهية بقلم:د.محمد جميعان
تاريخ النشر : 2020-02-28
التشمت بالميت وخطاب الكراهية بقلم:د.محمد جميعان


التشمت بالميت وخطاب الكراهية 
د.محمد جميعان

التشفي بالموت، والشماتة بالميت  ليس في ديننا ولا في بعده الانساني العظيم..

ورهبة الموت معجزة لله في قهر عباده، وآية من عظمة الخالق عز وجل، يجدر تعظيمها واحترامها والوقوف عندها للعظة مهما كان الميت، قربه او بعده عنا، صداقته او خصومتنا معنا،  سواء مقامه عظم ام صغر في الدنيا الفانية، فقد غادرها بامر الله عز وجل، رغم انوفنا او رغباتنا..

لقد قام الرسول صلى الله عليه وسلم لجنازة، ولما قيل له : إنها ليهودى قال "أليست نفسا"؟

والتشفى بالموت ليس خلقا إنسانيا ولا دينيا ، والرسول- صلى الله عليه وسلم قال "لا تظهر الشماتة بأخيك فيعافيه الله ويبتليك"

  والرحمة امرها بيد الله عز وجل، اختصها لنفسه على عباده اجمعين، شاء عذب وشاء غفر ورحم ، ورحمته وسعت كل شيء، وامره لا يستفتي به بشر.

    ان الشماتة  تتنافى مع الرحمة التى يفترض أنها تسود، والرسول صلى الله عليه وسلم -على الرغم من إيذاء أهل الطائف له - لم يشأ أن يدعو عليهم بالهلاك وقد خيره جبريل فى ذلك ، ولكن قال" بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبده لا يشرك به شيئا"  وتسامى فدعا لهم بالهداية والمغفرة .

  وما دعاؤنا بالترحم على الميت الا اماني على الله وعبادة له، واظهار لانسانيتنا.وترحمنا على الميت جزء من العبادة في الصلاة عليه ، مهما كان عمق خصومته معنا.

  إن الشماتة بالغير خلق الذين قال الله فيهم: {إن تمسسكم حسنة تسؤهم . وإن تصبكم سيئة يفرحوا بها . وإن تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئا}.. [آل عمران.

  والشاعر العربي يقول:
         فقل للشامتين بنا أفيقوا
   سيلقى الشامتون كما لقينا

    ومن العبارات الجميلة التي اقترنت في عرفنا وعاداتنا وشرعنا الانساني قولهم في هذا المقام "  ان الميت لا تجوز عليه سوى الرحمه " "والرحماء يرحمهم الله "، ولا يجوز لاحد ان ينكر ذلك علينا.
  
  ما وجدته من شماتة وتشفي على مواقع التواصل الاجتماعي بعد اعلان خبر وفاة الرئيس المصري السابق محمد حسني مبارك ، اشعرني بالاسى والشفقة على ما وصل البه البعض به من حالة الكراهية وخطابها الذي يشعرك بالخوف والرعب من القادم، سيما ان هؤلاء ينشطون عبر صفحات الاخرين بتعليقات ينكروا ويهاجموا من يترحم على المتوفي حسني مبارك، بل يصل الامر ان هذه العقلية تمارس الترهيب بالالفاظ وينكرون بالغمز واللمز والنزق والعبارات الجارحة من يتحدث عن الرحمة وعدم التشفي ولو بالعموميات حتى وان لم يترحم على الميت بالاسم؟!

اللهم ارحم امواتنا واموات المسلمين والمؤمنين والناس اجمعين..

د. محمد جميعان