العراق، أزمة حكومة أم حكومة أزمة بقلم:عبد الجبار الجبوري
تاريخ النشر : 2020-02-28
العراق، أزمة حكومة أم حكومة أزمة بقلم:عبد الجبار الجبوري


          العراق، أزمة حكومة أم حكومة أزمة...!!

دخلت حكومة محمد توفيق علاوي، في أزمتها الخانقة، بعد إنسداد سياسي قاتل لها،حيث تصاعد الرفض والخلاف الى أقصاه، حتى وصل الى رئيس البرلمان ونائبه، جرى ذلك أمس في جلسة البرلمان ناقصة النصاب،فماذا جرى خلف الكواليس، ولماذا تأّجل التصويّت، على كابينة علاوي الى يوم السبت، حقيقة بدأت تصدعّات، تشكيلة الحكومة ، بعد إعلان أسماء المرشحين للوزارة، حيث تفاجأ قسم منهم بترشيحه للمنصب ، فيما أُعلن القسم الآخر إعتذاره من الترشيح ،وتبعها تبديل وإضافة مرشحين، كتعديل للقائمة المقدمة للبرلمان، وهذه أولى مطبّات ،وفشل الحكومة المرتقبة وتخبطها، ناهيك عن رفض إتحاد القوى ،التي يتزعّمه رئيس البرلمان، وكتلة اياد علاوي وصالح المطلك ،وكتلة الكردستاني ودولة القانون، وقسم من الحكمة والبناء والتيار الصدري وغيرها، حيث وصل عدد الرافضين لتوّلي علاوي 212 نائباً، إضافة الى ساحات التظاهر في عموم العراق،إذن على ماذا التصويت، في ظل إصرار كتلة سائرون والبناء، وجبهة الانقاذ التي يترأسهخا أسامة النجيفي على التصويت لعلاوي، وتهديّد زعيم التيار الصدري بنفسه، على تطويق الخضراء، اذا لم يتم التصويت اليوم الخميس، هذا الصراع ،أدى الى تأجيل التصويت الى يوم السبت القادم، وسط خلاف ظاهري، بين رئيس البرلمان ونائبه الصدري،فهل تلفظ حكومة علاوي أنفاسها الأخيرة،أم هي وُلدت ميتة، وإنها الآن جثة هامدة، وهل تعيش العملية، إضافة الى الانسداد السياسي،أزمة حكومة ،أم حكومة أزمة ، هذا ما سُيفصح عنه ،يوم التصويت على الكابينة يوم السبت، وتقرر مصير العراق كله، فإما يدخل العراق في فوضى دستورية أوفوضى سياسية،والاثنتان ستدخلان العراق، في نفق صراع من نوع آخر،هو الصراع على تشكيل حكومة محاصصة طائفية وقومية ،على مزاج الكتل تحقيقاً لمصالحها الحزبية والسياسية، علماً أن الكابينة أغلبها من عناصر الأحزاب الحاكمة،فيما عدا كتلة الديمقراطي الكردستاني، التي ترفض بشكل قاطع الكابينة، ما لم يتم تنفيذ شروط  الكتلة الكردستانية،في حصة الاقليم في الموازنة ورواتب البيشمركة، والمناطق المتنازع عليها ، وعدد الوزراء في السلطة، وبغيرها لايمكن التصويت على حكومة علاوي، وهل يسكت الاقليم.؟ ، نرى أن أزمة الحكومة، معقدة الحلّ ،إذا لم تكن مستحيلة، ما لم تتدخل الادارة الامريكية، أو يتدخل مقتدى الصدري ،ويقلب الطاولة على الجميع ،وينفّذ تهدّيده لتطويق المنطقة الخضراء، وإحداث الفوضى التي خطط لها في قُم ،وبالتنسيق مع المرشد الاعلى وتوجيهه، أما ايران ،فإنها مشغولة في أزماتها الداخلية، لمواجهة وباء الكورونا ،الذي انتشر كالهشيم في عموم مدن ايران وخاصة مدينة قم، ناهيك أيضا أن إيران،وأذرعها هم في أضعف حالاتهم الآن بسبب التهديدات الامريكية، لقادة الميلشيات الموالية لإيران، بعد مقتل قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس،وتفّككّ وإنشقاق نواب كتلة البناء داخل مجلس النواب ، ورفضهم الإنصياع لرئيس الكتلة، الذي يفرض عليهم التصويت لعلاوي، وهذا سبب فشل مجلس النواب في التصويت اليوم، والتأجيل الى يوم السبت، إذن يوم السبت، لن يتم التصويت أيضا، بسبب إصرار الكتلة الكردستانية، وتحالف القوى الوطنية وغيرها ،على رفض علاوي وكابينته، فما هي الحلول أمام الأحزاب والكتل الرافضة والموافقة، للخروج من نفق الأزمة ، وتشكيّل حكومة تُرضي جميع الاطراف، من فيهم التظاهرات، هل يحدث هذا، وتتوافق الأطراف كلّها على صيغة واحدة، أم هناك سيناريوهات أخرى،أجزم أن علاوي سيعتذر وينسحب يوم السبت، إذا لم تتوافق الأطراف الرافضة وتقدم تنازلاتها، بعد ضغوط امريكية عليها، وربما ضغوط ايرانية، عن طريق رؤساء الكتل والأحزاب الموالية لايران، وتحديداً عمار الحكيم والمالكي والصدر والعامري ،لتلافي دخول العراق في النفق الذي سيبلعهم فيه، هُم قبل غيرهم، أوالاتفاق على إجراء إنتخابات مبكرة، والقبول بعلاوي لفترة أشهرلااكثر، لتمشيّة الأمور فقط، وحلحّلة الأزمة، ولكن من يقنع المتظاهرين، على مثل هكذا سيناريو، لايضمنون تنفيذ مطالبهم، بعد أن دفعوا مئات الشهداء ،وعشرات الالاف من الجرحى، جميع الاحتمالات واردة، بعد يوم السبت، والعراق ، ينتظر أياماً سوداً، بوجه الاحزاب والعملية السياسية ،لإنها تعيش أزمة خانقة، لم تواجهها منذ الاحتلال ،واقصد الإنشقاق العمودي في العملية السياسية، وهي إحدى نتائج تظاهرات العراق،التي غيرّت الموازين كلّها وأربكت الأحزاب، وعرتّهم على حقيقتهم وحطّمتْ أصنامهم،وأسقطت شرعية العملية السياسية البلاشرعية أصلاً، وأوضاع كارثية في أزمات متواترة، وفضائح فساد كبرى، وصراعات بين الكتل،على المناصب والمغانم، وتصاعد خطروباء كورونا ،الذي أدخل العراق بمواجهة حقيقية مع خطره، وعجزه عن القضاء عليه، لضعف الامكانيات الطبية ، وعدم إستطاعته غلق الحدود كاملة مع ايران البرية والجوية ، أزمة تولد أزمات، نعم العراق، من حكومة أزمة الى أزمة حكومة،نحن نرى، أن حكومة علاوي لن ترى النور،يوم السبت، وأمامهم فرصة واحدة لاغير، وأقصد جميع الكتل والاحزاب، وهي الإتفاق على موعد قريب ،على إنتخابات مبكرة ،بإشراف مجلس الامن والامم المتحدة والاتحاد الاوروبي ،لإخراج العملية من مستنقها، وإعادة العراق الى حضن المجتمع الدولي،وإحالة الأحزاب العميلة،الفاسدة ،الى محاكم دولية ،للقصاص من الدماء التي أهدروها، بميليشياتهم الطائفية ، واعادة النازحين والمهجرين، والغاء قرارات الحاكم المدني المجرم بول بريمر وشلته القذرة،لايمكن أن يرجع العراق ،بعد الثورة المباركة، ودفع الاف الشهداء والجرحى، الى فترة ماقبل الثورة، أنتهت هيمنة إيران ،وعلى المجتمع الدولي دعم عراق موحد، خال من التدخل الايراني ، الذي إستباح بميليشياته ،كل شيء في العراق، هّجروقتل الملايين من العراقيين ، ومن جميع القوميات والطوائف، ولاحلّ بدون تدخل دولي يدعم التظاهرات السلمية ،التي قاربت إنطلاقتها خمسة أشهر، في ظل صراع وفساد وقتل لامثيل له في تاريخ العراق، تقوم فصائل موالية لايران، وأحزابها، لتثبيت أسس الامبراطورية الفارسية، وخاب فألهم، فالعراق، للعراقيين بكل طوائفهم وقومياتهم، وأكبر دليل هو توحّد العراقيين ،وخروجهم بصوت واحد في أعظم تظاهرات التأريخ ، قبَروا فيها الطائفية التي كان يعتاش عليها حكام طهران، وأحزاب السلطة ،وأظهرت التظاهرات وحدّة العراقيين ،وتوحدّهم في مواجهة خطر التقسيم العرقي والطائفي والقومي، التي تعمل عليه جهات دولية ومحلية ،وتصفّق له لإهداف سياسية وحزبية وفئوية ضيقة، لقد تحطّمت على صخرة صبر وصمود العراقيين وتضحياتهم الكبيرة ، كل ألاعيب ومؤامرات أعداء العراق، وهكذا كشفتْ التظاهرات سوأتهم، وعهرأحزابهم وفسادها، وهم الآن في وَحَل صراعهم على المناصب والمكاسب، غارقون في غيّهم،غير مبالين بتضحيات، والآم وقهر وغربة المهجرين والنازحين العراقيين، في المنافي والشتات وذل الغربة ، وهم يبحثون عن مناصب وتقاسم الكعكة، العملية السياسية تعيش أيامها الاخيرة ،وأزمة علاوي الذي تدعمه إيران، ورشحته كتلة سائرون والبناء، هي الرفسة الاخيرة لإيران، في فرض مرشحها وكسب الوقت، وإفشال التظاهرات وقمعها، علاوي الذي فشل في كل شيء ، بعد قدم برنامجه الهزيل، الخالي من أي حلٍّ لأزمات العراق ، من غلق المخيمات وعودة المهجرّين والنازحين، وإصلاح منظومة الكهرباء والمستشفيات ،وإعادة إعمار المدن، التي دمرّها داعش الإجرامي، والقضاء على الفقر وإحالة المفسدين والمجرمين على القضاء ووو، أن حكومة علاوي وهي تترّنح وتلفّظ أنفاسها الاخيرة، هي تماماً تشبه العملية السياسية الفاسدة والفاشلة، أيضا تلفظ انفاسها الأخيرة، بسبب طائفيتها وفسادها وفشلها، ولايمكن لعلاوي ولاغيره ،من الذين تدعمهم جارة السوء، ان ينقذوا العراق ،من الخراب الذي فعلته أحزابهم الطائفية ،العراق، من حكومة الازمة الى أزمة الحكومة يتّرنح.