الحب ..هو المرض الجميل الذي تعشقه القلوب!!بقلم:حامد شهاب
تاريخ النشر : 2020-02-27
الحب ..هو المرض الجميل الذي تعشقه القلوب!!
حامد شهاب

يكاد الحب يكون هو المرض الوحيد الذي يسري في الجسد ويتسرب الى الروح ويسري مع دم العاشق ، لكنه المرض الوحيد الذي تعشقه القلوب ، وهو الذي لايتمنى الكثيرون الشفاء منه ، والطبيبة دائما تكون هي المعشوقة الفاتنة التي أسرت قلب عاشقها وحولته الى كهل ليس بمقدوره الوقوف على قدميه!!

وصدقت مطربة الشرق أم كلثوم وهي تصدح بحنجرتها الرائعة الرخيمة: هل رأى الحب سكارى مثلنا ..كم بنينا من خيال حولنا ومشينا..ثم تضيف : أهل الحب صحيح مساكين..وقال عنه المرحوم وديع الصافي : الحب هالحرفين مو أكثر..ورددت المطربة نجاة الصغيرة على لسان منشدها الشاعر الكبير المرحوم نزار قباني : الحب في الارض بعض من تخيلنا.. لو لم نجده عليها لإخترعناه!!

وكان المطرب الشهير فريد الأطرش يردد مقولة الشاعر الكبير نزار قباني : إن كنت حبيبي ساعدني كي أرحل عنك...إن كنت طبيبي ساعدني كي أشفى منك..وكيف يتمنى أحد منا الشفاء من الحب، وهو ملهمنا الروحي ومفجر ابداعنا ورجولتنا وتسامحنا وهيامنا ووجدنا وشوقنا وكبريائنا وصفائنا ، وهو إن غشته الغيوم فلا بد ان تنقشع غيومه في يوم ما ويتعود أجواءه الصافية العذبة الرقراقة تسقي الروح ماء وشرابا طيب المذاق، تنهل منه قلوب العشاق بما يرفع شأنها ويصعد بها الى حيث بلوغ الاماني الكبرى والاحلام الجميلة، ولولا الحب ما سعدت البشرية، وهي وان عانت من شقاء الحب ومن أمراض الهجر وفراق الأحبة الا انه سرعان مايعود الوصال: وقديما قال الشاعر : وقد يجمع الله الشتيتين بعدما يظنان كل الظن أن لاتلاقيا!!

ومنذ ان خلقت البشرية وحتى يومنا هذا لم يجد الانسان فضيلة غرسها الله سبحانه وتعالى في قلوب خلقه مثل الحب، فهو السحر العجيب الذي وان عانى المحب من أعراض مرضه القاتل احيانا الا انه يعشق روحه السامية الاصيلة ، حيث تفجر في كوامن المحب شعورا بالكبرياء وبالقيمة الانسانية العليا التي لاتعلوها قيمة، ويكاد يكون من وجهة نظر أغلب العاشقين ومن ولجوا بحور الغرام أنه الشيء المقدس الذي ينبغي ان نصلي لأجله ونحمد الله على أن وهبنا تلك الغريزة السمحة الأصيلة التي تهواها القلوب وترتاح لها الافئدة، وهي من نصعد بها كواكب وسفنا ونبحر بها الى مدن الدنيا وأقاصي الفضاء، ولن تكون رحلاتها متعبة، وان أضنت قلوب العشاق واصابهم سهدها وسهرهم الليالي بالضنى والوجد والهيام..فهو المرض الوحيد الذي لايتمنى الكثيرون منا ان نشفى منه ، وهو المرض الوحيد الذي ينعش القلوب ويزيدها احساسا بالكرامة وقوة العاطفة ولهيب المشاعر، ونيرانه لاتحرق أبدا حتى وان أصابت القلوب بلظاها ووجدها وفناءها في هذا المرض المحبب الساحر لمن تفتن به القلوب ، وتطير مع أسراب الطيور المهاجرة، تبحث عن وطن يحقق لها سعادتها وهناءها ويشبع توقها الى حيث الحرية والشعور بالكرامة الانسانية، وبدون الحب لن تكون للانسان قيمة، وقد يكون أشبه بميت حي ان خلا قلبه من الحب، أو لم ينغمس في بحور تيه، وما أحلاها وأجملها من بحور، وهي لاتغرقك حتى وان غطست في أعماقها، وكم من قلب غرق في بحور الحب، وما ان استعاد وعيه حتى وجده غرقا جميلا ساحرا خلابا ، يزيد شعور الانسان بآدميته، وهو الحلم الذي لا نتمنى ان يبعد عنا كثيرا او نخرج من فلكه، في يوم ما!!

تحية لكل محب وعاشق، أسرته فتون الجميلات الساحرات ، وهن حوريات الدنيا والاخرة، وبدونهن لانشعر بقيمة الحياة، ولن تساوي قيراطا واحدا، ولن تعوضه كل أموال الدنيا، فهو الغريزة الوحيدة التي لايكون فيها للمال الا حضور متأخر، ويكاد الفقراء أكثر بني البشر انتماءا اليه ، وهم من يشعرون بأهمية وجوده، فهو من يعوضهم عن كل ملاقوه من حرمان وضيق سبل الحياة، وهو عندما ينساب بين أفئدتهم يشعرون انهم يملكون الدنيا ومن فيها، وهو كنز الكنوز الذي لايقدر بثمن!!