مقاومة أم مقاولة؟ بقلم:عماد العيسى
تاريخ النشر : 2020-02-26
مقاومة أم مقاولة؟

عجب عجاب أمر الفصائل الفلسطينية والدول العربية والاسلامية فيما خص الاعلان عن صفقة  القرن الترامبية , فمن المعلوم لدى الجميع ان الاعلان عن  تلك الصفقة كان محددآ بالتاريخ والتوقيت من قبل إدارة ترامب , ورغم ذلك لم نسمع او نشاهد  أي ردة فعل استباقية وكأن الموضوع استسلام للأمر الواقع , رغم ان الجميع تحرك بشكل او بآخر بعد الاعلان وكأنه يقول ( لقد فعلت ما يتوجب علي ) .

على المستوى الفلسطيني كان من المفترض وما زال الاعلان عن وحدة فلسطينية  كاملة متكاملة وعلى كل المستويات وتحديدآ بين السلطة الفلسطينية وبقية الفصائل  دون استثناء اضافة الى بقية مكونات المجتمع الفلسطيني وأول خطوة , الاعلان  الصريح من قبل السلطة الفلسطينية انهاء كافة الاتفاقيات السابقة مع الكيان 
الصهيوني بما فيها اتفاق اوسلوا لسبب بسيط انه فور الاعلان وتبني صفقة القرن من قبل الكيان  الغاصب فإن الأتفاقيات السابقة تصبح لاغية حكمآ على الصعيد الدولي  ومن هنا فإن  الحرج الدولي يصبح لا وجود له , هذا لو اعتبرنا ان السلطة تضع نصب أعينها القانون الدولي , أما العمل الفعلي فيجب ان ينصب على تفعيل دور  المقاومة بكل اشكالها لأن التاريخ والوقائع تشهد ان المقاومة هي الحل الوحيد لإنهاء الاحتلال بكل اشكاله وبشكل نهائي وجذري وهنا السؤل , هل يرضى ابناء حركة  فتح الشرفاء بالبقاء في المكان الخاطيء ؟ فحركة فتح هي الام الفعلي للمقاومة 
الفلسطينية ولا يمكن ان يرضى ابنائها الخنوع بأي شكل من الاشكال فهل حان الوقت ام لا ؟  بالعودة الى بنود صفقة ترامب من المفيد العودة الى وثيقة عباس , بيلين التي اعلن عنها منذ 
سنوات عديدة لنصل الى حقيقة موجعة , ان معظم ما ورد في بنود  صفقة القرن موجودة ومتفق عليها بين عباس بيلين في ذلك الاتفاق مع التوسع بشكل اكبر وافظع .

على الصعيد الدبلوماسي يجب ان تنصب كل الجهود على تفعيل مروحة الاتصالات مع كافة الدول العربية لمحاولة جمع اكبر عدد ممكن من المواقف المؤيدة وعدم البكاء على الاطلال مع وجوب اقناع معظم الدول الخليجية ان الخطر الحقيقي هو من قبل الكيان الصهيوني وليس من الجمهورية الاسلامية الايرانية وسلمان الفارسي لا زال بيننا والانفاق في غزة تشهد  . اسلاميآ  لم نسمع ردة فعل حقيقية الا من الجمهورية الاسلامية الايرانية ومن الجمهورية التركية وفي الحقيقة هي مواقف مشرفة , مع العلم ان الموقف الايراني ليس بجديد فهو ثابت بخصوص الدعم كل 
الدعم للشعب الفلسطيني وفصائله وعلى كل المستويات مع العلم ان المطلوب في هذه الايام الحالكة الدعم بكل الوسائل وأولها الدعم المادي لجميع داعمي المقاومة لأن الضغط الحاصل 
يجعل من المقاومة وداعميها في موقف حرج لا يستطيعون التحرك وهذا يصب بخانة الخنوع بشكل مباشر وغير مباشر لذلك من واجب الجمهورية الاسلامية الايرانية بصفتها المتصدر الاول لموضوع المقاومة ان تفعل كل ما يتوجب عليها بهذا الصدد ولا يمكن للانسان ان يفعل شيء وهو جائع , رضي الله عنك ايها الامام عندما قلت ( ولو تمثل لي الفقر رجلآ لقتلته ) ولا يكفي 
فقط المواقف الرنانة من على المنابر , لأن المنابر لا تطعم جائع ولا تروي عطشان .

وكذلك الامر الموقف التركي فهو ثابت بالنسبة للقدس تحديدآ واعتقد ان الوقت قد حان لعقد اجتماع عاجل للدول الاسلامية لاتخاذ قرار حاسم بهذا الخصوص وليعتمد على الفتاوى الشرعية 
وليس على شيء آخر . على الصعيد الانساني وتحديدآ الدول الاوروبية والغربية بشكل عام فيجب ايضآ ان تتحرك  الدبلوماسية الفلسطينية والعربية والاسلامية بذلك الاتجاه لجمع اكبر عدد ممكن من التأييد الدولي فيما خص القرارات التي تمرر من 
خلال الأمم المتحدة ومجلس الأمن , يبقى ان يعرف العالم ان القضية الفلسطينية ليست للبيع وان القدس لا يوجد انسان واحد على هذه البسيطة يستطيع بيع تلك الارض لسبب بسيط , ان هذه الارض مباركة والله حاميها والقضية ايمانية بالدرجة الأولى  وهي النهاية حكمآ .وعجبآ لمن لا يفهم او لا يريد ان يفهم ان التجارب اثبتت ان هذا الكيان يجب ان يزول بالمقاومة ولا يمكن ان يزول بالمقاولة .

عماد العيسى . اعلامي فلسطيني