كورونا أم صفقة القرن ..أحلاهما مر بقلم:لبنى حشاش
تاريخ النشر : 2020-02-26
كورونا ام صفقة القرن ... احلاهما مر

بعد ان اصبحنا نشتعل بدل الحطب و انعكست الادوار و اصبحنا نتلقى الضربات من كل صوب و حدب، لا بد ان نقف قليلا عند زمن التعليف الاعلامي و نستوضح حقيقة انتشار رماد شائعات الكورونا

هل فعلا يمكن ان يكون هناك اصابات كورونا بفلسطين ام هي حرب اعلامية تلهينا عن حرارة صفعة القرن؟هل يمكن اعتبارها حرب الكترونية من نوع اخر حتى تفقد الدولة فيها توازنها و تخلو من المنتفضين ضد الصفعة؟

اصبح الناس منشغلين فكريا بموضوع فايروس كورونا و انه لأمر في غاية الاهمية و يجب اخذ الاحتياطات اللازمة حتى نتلاشى اي اصابة بيننا و لكن اعتقد ان الامر زاد عن حده و اصبح يغطي على امور اجتماعية و سياسية مهمة ايضا حتى اصبحت السنتنا ترتل ترانيم و تعاويذ الكورونا اكثر من اي امر اخر و اصبح هذا الامر يحذر ان الوطن سوف يغلق لاغراض وغايات صحية.

نحن هنا المغلوبون اقتصاديا و سياسيا ولا نريد ان نصبح المغلوبون صحيا، جروحنا المتخثرة من الطبخ السياسي المحروق الذي  تخمر على الرفوف و جعلنا نعيش على حواف الهامش بعد سماع اطنان من التصريحات الغير مرغوبة.

"الايمان بعدالة القضية منحتنا الفرصة على الصمود لمائة عام و هزم السنين بواسطة ذاكرة متجددة وهوية ثابتة و حضور دائم" نعم اتفق معك عزيزي الدكتور ناصر اللحام فلولا الصمود و تخبئة مفتاح البيت بحيفا تحت الوسادة و لف وثيقة حجة الارض ب يافا بقماشة لكنا في مقابر جماعية منذ زمن بعيد.

الحق لنا و تلك هي النتيجة الحتمية للصراع الفلسطيني الاسرائيلي ولكن لا بد للصمود حتى نصل لهذ الامل، داخليا جميعنا نؤمن بهذه النتيجة و هذا الحق و بالوقت نفسه يحاول اليهود اللجوء لاي صفقة او وثيقة او حتى وعد من اي دولة حتى يطمئنوا و تلك هي حال اي احد لا يملك الحق بشيء و يحاول اثبات العكس.

لست هنا لانني امتلك اي وصفة او جواب او حل بل لانني كاتبة و هذا ما اجيده نوعا ما، ومن حق التاريخ علينا تأريخ حقائقه، و ان نترك للجميع حق ابداء الرأي، اكتب للبسطاء لعامة الشعب لاهلي لاهلك و لابي و امي وا مك و ابيك و جدتك تلك التي خبأت مفتاح بيتها في يافا تاركة ورائها صندوق جهاز عرسها الفلسطيني،  لمن يستمعون لالاف التصريحات و الاخبار من كم من وسائل الاعلام المسموعة و المرئية و لكمية التناقضات و الشائعات، و لنكن واقعيين اكثر ربما هناك فعلا كورونا و ربما ان لم تكن حاليا فسوف تكون مستقبلا ، الامر كله بيد الله و ما يجب علينا هو اخذ الحيطة و الحذر ونترك الباقي للجهات المسؤولة، لا ان نحرق قلوب الناس بالشائعات و ان نطمس الامل لديهم ، لمن يخافون على اطفالهم من عدم توفير لقمة الغد هل لديهم القدرة لتحمل فكرة ان اللقمة غير متوفرة و فوق ذلك المرض منتشر ؟؟؟ ما دامت العاطفة هي ما يحكم الناس في الحياة فلنبعث الامل في نفوس من لا يمتلكون ثمن الكمامة و حبة الدواء و نطمئنهم ان الامر كله بيد الله من باب "الكلمة الطيبة صدقة"، اجل الاحتياط واجب ولكن يجب ان نخفف عن كاهلهم شبح المرض، يكفينا عنكبوت الاحتلال و المصادرة و المقاطعة و السياج الامني و جدار الفصل العنصري و البطالة و الفقر و غيرها من القضايا التي اصبحنا لا نطيق حتى تحملها.

لا نريد مزيد من الاحباطات، باختصار نحن يتامى الامل و ثكالى الوطن ، نحن شعوب معلقة الى ابواب متأرجحة لا نريد ان نصل لمرحلة " اللهم نفسي " و ليذهب الوطن بقضاياه الى حيث يريد ، فالركب لا ينتظر احدا.

اعتقد ان الرياح القادمة لا تحرك حقلا ولا نريد مزيد من الدماء اصبحنا شعب منهك بكل طاقاته ، لم نستفيق من تلك الصفعة حتى زارنا طيف فايروس كورونا. لا نريد مزيد من الاباحية بحق الوطن قضيتنا  الاساسية هي المحور الذي يجب ان تدور المجرات حوله ، لا ندري ما الذي يدور حاليا بالمطبخ السياسي فتارة يقول نتنياهو ان اجراءات ضم الاغوار جارية و تارة اخرى يصمت و نحن هنا مرتبكون متخبطون ، حتى تم الهاؤنا و اطبق الصمت على افواهنا مع الكمامات خوفا من ذلك الفايروس اللعين.

برغم سيئات كل صفعة القرن و برغم كل الاحداث الحاصلة و لكن كان لها عدة فوائد ساهمت بالتحام الصف و اظهرت القضية للوجود مرة اخرى و اصبحت المواضيع مثارة حول قضية فلسطين عالميا برغم كل الاراء التي كانت لا تنتج ادنى كهرباء ساكنة برغم كل الاحتكاكات .

لا بد ان نعود للصف  حتى لا نكتشف اننا نلتصق بالمكان الخاطيء و بالتوقيت الخاطيء مع اولئك الذين نعتبرهم الناس الخطأ...و دمتم