مواجهة صفقة القرن بالعمل لا بالتنظير بقلم:ردينة آسيا
تاريخ النشر : 2020-02-26
مواجهة صفقة القرن بالعمل لا بالتنظير بقلم:ردينة آسيا


كفانا مانحن فيه من تنظير.. إنه وقت العمل / الأستاذة ردينة آسيا

*******************
كفانا مانحن فيه من تنظير... إنه وقت العمل حضرت بالأمس الملتقى الوطني للأحزاب والقوى والشخصيات القومية واليسارية لمجابهة صفقة القرن الذي عقد في مجمع النقابات المهنية .على الرغم من الحماسة التي بدت واضحة في كلمات المتحدثين وعلى الرغم من إنصاتي الجيد لكل ماقيل وقد أمسكت دموعي مرارا..كنت لا أدري هل تدمع عيني على تلك الكلمات الرنانة التي تثير المشاعر أم لمؤامرة دنيئة مازالت ظلالها تخيم علينا أم لتوأم فلسطين الأردن بلدي الثاني ولحجم الحال المزري الذي وصلنا إليه من بيع مقدرات البلاد وإشغال المواطن بتدجينه بحثا عن قوت يومه صارفا نظره عن القضية الأم.استمر الحوار لأكثر من ساعتين وقد غابت الكوادر الشبابية عن ملتقى بهذا الحجم والأصل أن نعول على جيل الشباب كونهم امتداد لقضيتنا وزيتا لنارها ، وكنت آمل أن نوسع دائرة الحلول العملية والخروج بحلول بناءة تنفذ على أرض الواقع على الرغم من عتب نقيب المحامين على الأحزاب لإفشالهم عقد هكذا ملتقى في وقت سابق .في عالم السياسية لا يوجد هناك مستحيل وما هو مستحيل اليوم ممكن غدا ، فماذا ننتظر إذا ؟ الأصل أن تتحول القوى إلى قوى ضغط لا قوى كلام ومؤتمرات ، هل ننتظر هنا أن تضم الضفة إلى الكيان الغاصب كما حدث في الجولان وتتحول الضفة إلى كونتنات صغيرة منزوعة ليقتصر دور المملكة على رعاية دينية للمقدسات الإسلامية ؟ أم ننتظر أن تكون غزة ممزقة تحت السيطرة المصرية ؟ أم ننتظر دولة منزوعة السلاح تدفع المال للكيان الغاصب مقابل حماية العدو للحدود  ؟ أم ننتظر زيادة عدد المؤسسات التي تباع لجهات مجهولة لكنها معروفة لدى الجميع ؟ بعد كامب ديفيد لم يزدد الوضع في مصر إلا ترديا ؟ وبعد أوسلو ازداد التنسيق الأمني وبعد وادي عربا بيعت مقدراتنا ومورست الضغوط الأكبر على قطاع الشعب.حقيقة شبعنا تنظيرا ونحتاح لحلول تخرجنا من هذه الصفقة المخزية والمعول على ذلك الشعوب لا الأنظمة.مقاطعة غاز العدو ، مقاطعة البضائع الصهيونية والأمريكية ، دعوة القوى الوطنية والقومية للخروج إلى الشارع بشكل مدروس منظم ولا يعني هذا إثارة الفوضى بل دعوة راقية لرفض مخرجات وتبعات هذه الصفقة  ومثل ذلك كثير حيث تستطيع القوى مخاطبة الشباب وشرائح المجتمع جمة بحلول تجد صداها عند الصغير قبل الكبير.أتمنى أن لا تمرر هذه المرحلة من بين أيدينا بطريقة ناعمة لأننا سنكون ساهمنا ببيع فلسطين وأكنافها من بلدان...وأتمنى أن تشكل الاجتماعات واللقاءات القادمة عملا مؤثرا لا قولا رناناً فقد امتلأت قلوبنا من وجع الكلام والتنديد..ولنتذكر كل مانزرعه اليوم نحصده لأبناءنا..ونتذكر حجم التضحيات التي يقدمها أطفال عزل وشباب صامد في الأرض المحتلة وأسرى يتحملون مالا طاقة لهم به.