التواصل معهم ...خيانة ام بطولة بقلم:نضال محمد امين الجعبري
تاريخ النشر : 2020-02-25
التواصل معهم ...خيانة ام بطولة بقلم:نضال محمد امين الجعبري


التواصل معهم ...خيانة ام بطولة

شعرة تفصل كثيرا من الأمور عن بعضها ، فمثلا بين الكرم والتهور تفصل بينهما شعرة ، إلا أن الخطورة في تقييم التواصل مع الإسرائيليين هو بين الخيانة والبطولة ، والناظر بعين الحقيقة إلى الأمور ، يرى ما يدعم كلا الأمرين ، فشرعية اللقاءات أنها بتعليمات من القيادة السياسية وان كانت التعليمات ليست واضحة جلية ، فاللجنة التنفيذية والمركزية بعدد من أعضائها أقرت هذه المبادرة ، والقائل أنها خيانة أو تكاد ، يشير إلى أنها مبادرة لا تعتبر وطنية في ظل الدماء التي تراق والانتهاكات التي تدمي مقل الشعب ، هم يرونها تعطي غطاءا فلسطينيا للقوة المحتلة ، وان التعاطي مع القوة المحتلة على أنها خصم نزيه يبرئها أكثر مما يخدمنا .

لا احد يستطيع الجزم بكون هذه المبادرة تقع في هذا الشق أم ذاك ، فالشعرة الفاصلة دقيقة ، والباب للاجتهادات في طريقة العمل السياسي أصبح مفتوحا على مصرعيه ، صحيح أن هذه المبادرة إن صح التعبير ليست جديدة ، إلا أنها كانت تتم بالماضي على استحياء وغالبا ما تكون في الظل إن لم نقل الظلام .

خلاصة إن عدم تقديمها بصورة توضح أنها احد أدوات النضال السلمي ، وغياب برنامج واضح لآلياتها ونطاقها وأدواتها المستخدمة يذهب بأفكار المحللين كل مذهب ، وان كان أكثر ما يؤرق المتفحصين ، هل فعلا هي تخدم القضية ، هل حقا هي مجدية ويفوق خيرها شرها على المدى الاستراتيجي ، أو على الأقل هل تم تقييم تأثيرها بصورة محايدة ، يميل الكثيرون للاعتقاد أن غياب التوضيحات المشار إليها ، يحيطها بكثير من هالات الريبة والشك ، ويعرضها بشكل مشوه ، أو ربما بشكل يحكم عليها على اقل تقدير بالشبهة .

نضال محمد امين الجعبري