تصعيد خطير يبدو أننا في نهايته بقلم:اللواء رياض حلس
تاريخ النشر : 2020-02-24
تصعيد خطير يبدو أننا في نهايته بقلم:اللواء رياض حلس


كتب اللواء رياض حلس 

تصعيد خطير يبدو أننا في نهايته ..

تتسارع الأحداث الأمنية كسرعة الرشقات الصاعدة من فوهات بركان  غزة لتصل إلى مديات قصيرة وأبعد قليلا خارج الغلاف حتى مدينة عسقلان رغم أنها لم توقع خسائر في الأرواح لكنها مقلقة إلى درجة شل حركة مناطق واسعة في الجانب الإسرائيلي وخسائر إقتصادية  وتعطيل التعليم ..

بالمقابل توالت ردود فعل جيش الاحتلال قصفا لمواقع مقتصرة على الج.هاد الذي أدار هذه المعركة لوحده بنجاح حتى الآن وذلك خلافا للمرة السابقة التي اغتيل فيها بهاء أبو العطاء وكان رده ارتجاليا ..

هذا النجاح الذي يسجل لصالح حركة الج.هاد في إدارة الجولة أرغم المصريين والمبعوث الدولي ملادينوف لإجراء اتصالات وحوار معها  في محاولة لوقف هذه الجولة قبل أن تتسع وتصل إلى أمور لا يحمد عقباها ويبدو أنها نجحت ..

حركة الج.هاد نفسها أكدت من خلال الناطق باسمها داود شهاب أنها لا ترغب في التصعيد لكن تريد أن تلقن الاحتلال درسا لوقف عدوانه المتكرر وأن الاتصالات جارية للتوصل إلى تهدئة وأنها تشعر بأنها قد استنفذت الرد على العدوان ..

حم.اس نفسها ما زالت تقف على الجدار في وضع متفرج لأسباب قد تكون لها ما يبررها وأهمها عدم توسيع رقعة المعركة لكنها تهدد بأنها  لن تبقى متفرجة اذا استمر العدوان الإسرائيلي على غزة ..

حم.اس لا تريد المعركة لأنها هي المستفيدة من التهدئة والتفاهمات التي تصب في جيبها الدولارات القطرية وهي التي تحكم غزة ولذلك أي توسيع لنطاق المعركة سيطال مقراتها ومواقعها ..

الاحتلال يدرك ذلك وهو تجنب حتى الآن مهاجمة مواقع لحم.اس 
من منطلق أن هذه المعركة تضر بها ولا تريدها في هذا التوقيت رغم غض النظر من طرف حم.اس عن رشقات الج.هاد ولا تريد أن تكبحها خوفا من أن تفقد حاضنتها الشعبية التي ترى فيها كحركة مقاومة ..

الاحتلال لا يسعى إلى توسيع المعركة لأنه يمر في وقت حرج حيث بقي أسبوع فقط على موعد الانتخابات وهذا ما أكده نتنياهو نفسه  ووزير الحرب بينيت الذي قال إن اتصالات جارية لمنع التصعيد رغم أنه يخدم اليمين الإسرائيلي ويزيد من الأصوات الانتخابية المتطرفة التي تصب في مصلحته ..

أين تتجه الأمور الآن?

أعتقد أن الرشقات المكثفة الأخيرة التي رأيناها مساء اليوم هي أشبه بصافرة إنتهاء وأنها أظهرت الج.هاد كمسيطرة على الوضع كأنها هي التي ضربت آخر رشقة .. 

ويبقى الاحتلال هو الذي يحدد شكل الانتهاء من خلال وقف هجماته ولذلك فهو لجأ الآن إلى العودة لتشديد الحصار على غزة عبر إغلاق معبر ايرز وحصر مساحة الصيد ومنع التسهيلات الأخيرة كإجراءات عقابية.

الساعات القادمة هي وحدها التي تحدد طبيعة الوضع.