نحو سقوط المستعمرة وتعريتها بقلم:حمادة فراعنة
تاريخ النشر : 2020-02-24
نحو سقوط المستعمرة وتعريتها بقلم:حمادة فراعنة


نحو سقوط المستعمرة وتعريتها
حمادة فراعنة

يتبجح رئيس حكومة المستعمرة نتنياهو: أن علاقة مستعمرته تمتد لتشمل أغلبية بلدان النظام العربي، باستثناء بلد أو اثنين كما يدعي، هذا إذا لم يكن كاذباً، فهو يُجيد الكذب، ويفعل ذلك لأسباب شخصية انتخابية، والاتهامات الرسمية الموجهة له تؤكد تورطه في الكذب، ومع ذلك نقول له: لو كانت علاقة المستعمرة مع كل البلدان العربية أمنياً وسياسياً واقتصادياً، فهذا لن يحميه من الهزيمة والاندحار، ذلك لأن مشروعه الاستعماري قام على أرض فلسطين، وعنوان علاقاته مع الشعب الفلسطيني يقوم على الظلم والعسف والاضطهاد، والفلسطينيون يملكون إرادة رفض الاحتلال، ورفض التعايش معه، ورفض تطبيع العلاقات مع مؤسساته.
بريطانيا العظمى كانت أقوى من المستعمرة، والاتحاد السوفيتي دولة عظمى، تعرضتا للهزيمة بسبب تماديهما غير العادل، وشعب الفيتنام الفقير هزم الإمبراطوريات الثلاثة على التوالي: اليابان وفرنسا وأميركا، وسلوك المستعمرة ومستقبلها لا لن يكون بعيداً عن هذه النتائج، ونتائج النظم العنصرية الاستعمارية في الجزائر وروديسيا وجنوب افريقيا التي اندحرت نحو مزابل التاريخ، دلالة على صحة هذه النتيجة.
يتبجح نتنياهو ويتباهى مع علاقاته العربية رغم إدراكه أن الشعوب العربية على أغلبها إما أنها تعاني من الحروب البينية، أو فرض الخيار والرؤى الأميركية، أو غياب حقها في اختيار سياساتها الوطنية والقومية نتيجة التسلط والتراث الديكتاتوري، أو تم زرع الفتن بينها وبين جيراننا في تركيا وإيران وأثيوبيا، وصوروا لنا أن شعوب هذه البلدان هم الأعداء، مع أن هذا تجاوز للواقع وخلل في التقدير وتغيير في الأولويات.
قد تتعارض مصالح العرب مع هذه البلدان وأنظمتها، ولكنها تبقى شعوبا جارة وصديقة، يجب التواصل معها على أساس الندية والشراكة والمنافع المتبادلة.
ولهذا نحكم على معيار نجاح المستعمرة بمدى نجاح علاقاتها مع جيرانها: لبنان وسوريا والأردن ومصر، فهل نجحت في بناء علاقات تقوم على حُسن الجوار واحترام الأمن والحدود؟؟ وبالذات هل نجحت المستعمرة بناء علاقة متكافئة ندية محترمة على قاعدة معاهدتي كامب ديفيد ووادي عربة مع مصر والأردن؟؟.
نستطيع أن نحكم على علاقات المستعمرة مع الأردن، هل فيها ما يدفع المستوى الرسمي للمباهاة بها؟؟ ماذا وصفها جلالة الملك؟؟ وهل يعتقد نتنياهو أننا نغفل عما تفعله المستعمرة ضد المصالح الوطنية الأردنية؟؟ ماذا يفعل لقدسية الأقصى باعتباره مسجداً للمسلمين، وللمسلمين فقط؟؟ وماذا مع كنيسة القيامة وممتلكات الكنائس المسيحية، حيث تتم مصادرة أوقافها وفرض الضرائب عليها بهدف الاستيلاء والتهويد؟؟ ماذا يفعل مع المرابطين والمرابطات من موظفي الأوقاف الأردنية المتفرغين لخدمة الحرم القدسي الشريف؟؟ لماذا يمنع دخول مئة موظف جديد إلى حرمة المسجد والتفرغ لخدمته على قاعدة الوصاية الهاشمية والرعاية الأردنية؟؟ ماذا يفعل لمطار العقبة؟؟ لماذا يتم تسويق البتراء ووادي رم باعتبارهما عناوين للسياحة الإسرائيلية؟؟.
لن تستقيم علاقات المستعمرة مع البلدان العربية لسببين جوهريين:
أولهما لأن سياسة المستعمرة قائمة على التوسع والاستعمار والمس بالمقدسات الإسلامية والمسيحية، وهي سياسة لا تستطيع البلدان العربية السكوت عنها وإغفالها وبلعها أمام الشعوب العربية والإسلامية والمسيحية.
وثانيهما أن الشعوب العربية تسير نحو النهوض واستعادة حقوقها في الديمقراطية والتعددية والاحتكام إلى صناديق الاقتراع، مهما بدت بطيئة مترددة وعفوية، ودلالة ذلك ما تظهره نتائج الانتخابات في تونس والجزائر والمغرب.
نضال الفلسطينيين هو الأساس، وهو أدوات التعرية لسياسات المستعمرة وسلوكها في التمييز والعنصرية لشعب مناطق 48، والاحتلال والقتل اليومي والتجويع لشعب 67، وبقاء التشرد والنفي للاجئين الفلسطينيين، هذه العناوين هي التي ستجعل سياسة المستعمرة مكشوفة عريانة كما هي استعمارية عنصرية فاشية مرفوضة من قبل الشعوب العربية والإسلامية والمسيحية.