بعد صفقة القرن، ماذا ننتظر في فلسطين؟ بقلم: المحامي سمير دويكات
تاريخ النشر : 2020-02-24
بعد صفقة القرن، ماذا ننتظر في فلسطين؟  بقلم: المحامي سمير دويكات


بعد صفقة القرن، ماذا ننتظر في فلسطين؟

المحامي سمير دويكات

ربما وضعت الخطة الوانها على لوحة طبيعية فوق ارض فلسطين، وقد برز لون اسود فيها خطه مجرمو الحرب والعصر في أمريكا والكيان الصهيوني، بالاستيلاء على الأرض الفلسطينية ومحاولة انها القضية الفلسطينية، من خلال ما تم نشره في ورقة القرن التي تعتبر من أكبر الكذبات عبر التاريخ ان قيل انها توصل لقيام دولة فلسطينية، بل هي ورقة تنازل من أمريكا التي لا تملك عن فلسطين لإسرائيل التي لا تستحق، وهي عبارة حملها العرب والمسلمون من خلال لغتهم لأكثر من مائة عام بعد الوعد الأول المشؤوم والذي سمي بوعد بلفور.

وفي ظل التوسع الاستعماري الصهيوني الأمريكي عبر الدول العربية من خلال التطبيع الصريح والضمني، وما بات عليه المشهد في فلسطين من مجازر تقع ضد الفلسطينيين وخاصة ما ظهر اليوم من شنق الشهيد على كف جرافات جيش الاحتلال في غزة، فان الامر لم يعد مشهد يومي او آنى بل صار مشهد مأساوي يحتاج الى رفع الراس للبحث عن سبب في عدم التحرك ولو قولا او ادانة هنا وهناك حتى لا يمر الاحتلال بعدوانه اكثر من ذلك.

بالتالي فان الصفقة الصهيونية، قد وضعت موضع التنفيذ بين الشركاء في صياغتها وبعيدا عن الموقف الفلسطيني والعربي والإسلامي وحتى الدولي، واطلق العنان للصهاينة ان يعملوا على الاستيلاء على مساحات شاسعة في منطقة الاغوار وباقي المناطق وبالتالي فان الامر بات اكثر من صفقة او اتفاقية داخلية أمريكية مع ربيبتها إسرائيل وانه ماضي ولن يتوقف بما يوجد لديهم من سيطرة ونفوذ من اجل الاستيطان الطويل في كل المناطق الفلسطينية وارض فلسطين وهو امر لا يبعد كثيرا عن سياسة الاحتلال بل هو تطبيق في صوره الاجرامية والبشعة فيه وهم لن يتركوه الا بما تركه السابقين من الاستعمار القديم.

لذلك، تم عمل بعض المسيرات وتوجت القيادة الى واشنطن وقبلها للعرب والافارقة ودول أخرى لشرح الموقف وادانته الا ان الامر بقي على حاله دون حراك ودون ان يثمر عن موقف دولي يستطيع فيه الفلسطينيين ان يبنوا على امر لمستقبلهم السياسي او القانوني، وهو بالمقابل في الكيان الصهيوني اتخذوا القرار بالسيطرة على الأرض ووضع الامر وكانه محصلة جهود لم تعارضها الجهات الدولية، وفلسطينيا مرة أخرى، لا شيء لهم على الأرض ضد الصفقة وضد الاحتلال بل سكت الجميع، ويمكن ان تكون أمور أخرى افضل من هذا مثل مرض كورونا او الشتاء او الصيف او حتى موسم الزيتون والتين، ذلك ان القيادة لم يكن لديها خطة حكيمة لمواجهة الصفقة وقد وقفت في البداية امامها بأدوات قديمة يعرفها الجميع، لكن لا جدوى منها، وبالتالي بقينا ننتظر لكن لا نعرف ماذا ننتظر؟