جرح إنتصار بقلم: سها العراقي
تاريخ النشر : 2020-02-22
ولدت ُ في بغداد من مواليد ١٩٩٠مدينة الصدر التي ضحت بالكثير لطالما كانت مدافعة ضد كل كيان أرهابي، أسكن مع أخوتي أخي محمد من مواليد ٢٠٠٣ وكيان من مواليد ٢٠٠٧ أنا أكبرهم سنا لذا توجب علي ّ أن أن أكون المعيل لهم بعد وفاة والدي أثر أنفجار أرهابي، كانت حياتنا متنقلة لم نستقر في مكان واحد لكون الأيجارات حينها مرتفعة أسعارها، لم يكن أي شخص يساعدنا في شيء كم كانوا قاسين، عشنا حياة قاسية لم نحصل على الرفاهية قط ولكني لا أنسى مساعدة أخو أبي أسمه خالد في أيجاد منزل يأوينا وشراء أحتياجاتنا ومنها الرئسية المواد الغذائية، كان أنسانًا يعجز اللسان عن وصفه حقاً، وبعد أستقرارنا قررت الزواج من فتاة أحبها تدرس معي في ذات الكلية تزوجتها في عام ٢٠١٦،وبعد سنة رزقنا بطفلة والحمد لله فرحت كثيرا لكن تذكر والدي يحزنني توفى دون أن يرى أحفاده، حيث كان وضع العراق خطر منذ عام٢٠٠٣ وقد مرت ثلاث سنوات جفاف بكل شيء وحدثت أحداث مريعة وأتسأل ما الذي حدث لك يا موطني أبكي عليك بكاء الفاقدين، وكمثل بكاء الثكالى وصراخ طفلاً ضائعاً، ولكن حان وقت تغير حليتك يا عراقي لم تكن تليق بك الحياة البائسة، حيث بعد أيام من أعلان التظاهرات تطالب بالأصلاح وأنشاد الحرية شاركنا أنا وأخي محمد بالتظاهرات ونساند أخواننا لمطالبة رؤساء حكومتنا كانت هتافات قوية تنبض ألما وحزناً على من فقد لليوم حيث تفاصيل مروعة أفجعت قلبي وأحنت ظهري وكسرت خاطري وأبقتني مشلولا ذهنياً حتى هذة اللحظة نرجع للوراء قليلاً عندما علمت والدتي بأمر خروجنا للتظاهر أديت كل الأمر لكن الأ أمر محمد حيث أنه لم يتجاوز السن السابعة عشرة سنة لصغر عمره وخشيت عليه من القتل، ولكنني أقنعتها بذهابه معي، بقينا هناك أسبوعاً كاملاً فرأيت ما حدث هناك من رد قاسي من قبل قوات مكافحة الشغب على من يطالبون بحقهم وأسلوبهم غير أخلاقي حيث يرمون القنابل المسيلة للدموع بشكل عشوائي وقد تصيب الكثير ومنهم من أستشهد أثرها،أنهم يتعاملون مع أصحاب الحق بطريقة وحشية نسوا أنهم وطن واحد ومطلب واحد، بنية قتلهم أطلقوا الرصاص الحي أتجاه المتظاهرين بحجة قتل المندسين والأشاعات كانت كفيلة بقتل الشعب وأتهامات خطيرة غيرت طابع ثورتنا السلمية، ونحن لا نملك غير علم عراقنا نرفعه بكل ثقة، وفي نهاية الأسبوع الأول المصادف يوم الجمعة عدنا لسبب حاجة عائلتنا لنا، حينما تركنا الساحة، وعدنا أصدقائنا سنعود إليكم فالوطن يحتاجنا، كانت الطرق مزدحمة والمتظاهرين بأعداد كبيرة تتوافد إلى الساحة أنها ساحة التحرير، وبعدها وصلنا طرقنا باب منزلنا فخرجت لنا زوجتي سلام عليكم وعليكم السلام فأسألتها أين والدتي؟ أنها في ساحة الاعتصام ومعها بعض من الفتيات حيث أنها تقوم بغسل ملابس المتظاهرين وتقدم لهم طعاماً وشراباً، فأنا أندهشت وأفتخرت بها هذا رائع أذن كيف حالك يا أم رواء؟ بخير وأنت كيف حالك؟ بخير والحمد لله كنت مشتاقاً لأمي ووالدتي وأبنتي أين هي الآن؟ أخبرتني فأنها نائمة رواء ذات عمر الأربع سنوات الطفلة الوحيدة لأبيها، وبعد يومين أنطلقت مرة أخرى ولكن هذة المرة أخبر محمد أن لا يأتي معي ليبقى لأن الوضع لم يكن جيداً كانت مواجهات بين قوات المكافحة والثوار، تحولت التظاهرات إلى أحتجاجات بسبب عدم تنفيذ مطالبنا بأسرع وقت ممكن، لكنه أصر وأصر على الذهاب ولم أكن أمنعه للمطالبة بحقه المشروع كما كانوا يدعونه بعض الساسيين "حق مشروع" أخبركم أنا متظاهر وأعلم كذب هؤلاء يخططون لقتلنا، كانت وجهتنا التالية عبور جسر النسك في بغداد، فأخذت بيد محمد للتصدي بوجهم لأنهم منعونا من عبوره وقد أصرر بعض المتظاهرين على العبور على الرغم من التحذيرات من عبوره كانت محاولة فعل ذلك فاشلة بسبب أطلاق النار بشكل مباشر على أرواح المتظاهرين كان قمعاً لا يوصف، رأيت الشهداء تسقط والجرحى بالعشرات و من بقي يتنفس دخان قاتل فقد قتله وأصبح في عداد الشهداء، كانت أعداد الشهداء مخيفة على الرغم من بداية المسيرة السلمية، ولكن في أثناء رؤيتي لشاب مجروح ذهبنا كلنا نحوه لأنقاذه ومساعدته وقع في موقع قنص حيث أننا نتعرض لقنص من قبل جهات مجهولة لا نعرف ما غايتها، ضاع مني محمد أثناء ذلك والفوضى عارمة مع أصوات الحق الثائرة ونباح القوات الحارقة، كانت الساحة مكتظة بالمتظاهرين ومزدحمة بسيارات "التوك توك" كان لها دور فعال في أسعاف الجرحى، أبحث عنه ولم أجده وأنادي بأسمه أعلم أنه لم يسمعني في هذا الظرف صرختُ بأسمه كثيراً دون جدوى تاهت عليّ الطرق، أردت الأتصال به فأتصلتُ به وأتصلتُ وأنا قلق حياله يا ترى أين قد ذهب؟ وأتصل مراراً وتكراراً لم يجب عليّ مما أقلقني أكثر، تمنت لو لم يكن حقيقياً ما توقعته، لكنه تحقق بالفعل حيث رد عليّ وقلتُ له محمد من شدة غضبي أين أنت؟ أين قد ذهبت؟ ألم أقل لك أن لا تبتعد عني ولو شبراً؟ أسمعتني تكلم؟ ما بك؟ أذكر قلتُ له ذلك ولم أكن أعلم بأخي مستشهد حيث أجابني متظاهر وأخبرني بذلك، أتعلمون ما الذي أصابني صدمة..! حركت كل قواعدي وأحرقت قلبي وأفزعت كل أفكاري، لم أكن شجاعاً لأحمي محمد، نعم كان ذنبي هو وليس ذنبه ياللهي كان الشعور عميق أرتجف جسمي ودموعي باتت هي تتكلم بدلاً عن لساني، رحت أفكر كيف أخبر والدتي؟ كيف أواجهها؟ ما الذي سأقوله لها؟ ولكن..! قلت لعلهم أخطئوا بك يا محمد لعلني أجدك، أخبرني المتظاهر بعنوان محمد ذهبتُ مسرعاُ دون وعي كالفاقد وكالمتلهف لمعرفة حقيقة خبر أستشهاده، حيث وصلتُ وأنظر في كل الجهات لعلني أجده واقفاً لا منحنياً لكني وجدته مستشهداً مغطى بدمائه الطاهرة وكأني أشم منه رائحة كرائحة المسك، ما طيب رائحة دمه، لكن هذا لا يمنعني من أن أغضب وأثور، قابلته بالأعتذار لم أكن أتكلم معه كمتوفي بل أتكلم معه كمتظاهر لم يسفك دمه لكن الحقيقة سفك دمه ودم العديد من المتظاهرين هذا كله خطأ والأحداث لا تمر مرور الكرام، وعندما علمت والدتي بذلك لم أكن أنها كانت في الساحة ذاتها، أصابت السكتة القلبية والدتي وتوفيت في الحال أثر سماعها خبر أستشهاد أخي محمد كان خبراً أكثر من حزيناً بالنسبة لي وأما بالنسبة لوالدتي خبراً مميتاً وبالفعل كان كذلك، شاركنا الكثير من المتظاهرين السلميين تشييع جثمانه، أخي كان مسالماً وسلمياً لماذا قتلتموه؟ لماذا أفجعوا قلب أمه؟ شعوري لا يعلمه أحد الأ الله "عز وجل" أبكي وأنتحب على والدتي كمثل طفل يفتقد أمه، رحل أخي والآن والدتي العزيزة، كانت نهاية هذا العام قاسية أخذت مني أعز أحباء قلبي ولكن الوطن يحتاجنا نحن لنكن أقوياء لنرد هذا الأعتداء الذي لا يشرعه أي قانون في العالم، أوعدك يا أخي سأكون لك محامياً ينادي بحقك وسينال الشعب ممن قتلكم يا أبناء شعبي، وسيتحقق الذي نريده وسأحقق العدالة لصالحكم هذا وعد مني، سأكون ثائراً لأجلكم يا شهداء ثورة أكتوبر.

الاسم: سها العراقي

البلد: العراق