ظاهرة التنمر بقلم:علا رياض
تاريخ النشر : 2020-02-22
يعد التنمر شكل من أشكال الإساءة وإيذاء الآخرين لبعضهم البعض.
لم تكن هذه الظاهرة وليدة الصدفة بل كانت منذ القدم أن يسخر شخص من عيب يراه في آخر، ولكن مع انتشار مواقع التواصل الاجتماعي التي لم تترك شاردة ولا واردة إلا وتكتب عنها ويتم تناقلها عبر الصفحات،فلعلكم شاهدتم الفتاة الملقبة ب "زلابية" وكيف أثّرت هذه الظاهرة عليها، بعد أن امتلأ قلبها بالسعادة في يوم خطبتها، التي تحولت فيما بعد إلى حزن ويأس بسبب التنمر، حيث إنه تم تصويرها ونشر صورها عبر مواقع التواصل الاجتماعي والتي آثارت الكثير من السخرية والاستهزاء، أدى إلى طلاقهاولعله كان خير لها.
الأمر لم يقتصر عليها فقط، بل انتشر بصورة كبيرة وهذا يرجع لعدة أسباب منها: قلة الوعي لدى أفراد المجتمع بأن هذا العيب الذي يجدونه في أي شخص هو خُلقي من عند الله فلا يجوز السخريةمنه هذا أولاً، أما ثانياً فإن المتنمرين يصطادون ذا شخصية ضعيفة قادرة على الاستسلام لهم، ومن ثمَ يستمرون في استفزازها،،، أذكر قبل أسبوع من هذه اللحظة كنت أشاهد برنامجاً غنائياً للأطفال، فجذبني أحد المشتركين عندما غنّى أغنية حسين الجسمي "والله مايسوى" فسأله أحد لجنة التحكيم، عن سبب اختياره لهذه الأغنية، فكان جوابه أنه يعنيها لصديقي الذي تعرض للانتحار بسبب تنمّر أصدقائه لوجود عيب في أذنه، فتخيل هذا الطفل انتحر بسبب عيب خلقي لم يتركه أصدقاؤه وشأنه، هذا مااستفزني للأسف، وهنا أتوجه للأهالي بنصيحة وهي أن يُنمّوا الثقة لدى أطفالهم، ويشجعونهم بقولهم بأن هذا العيب الخلقي أياً كان شكله، هو ميزة من الله ميزها به عن غيره، وعلى الجانب الآخر أهالي المتنمرين عليهم أن يعوا أطفالهم، ويخلقون فيهم روح الحب وعدم إيذاء غيرهم بأي لفظ سيء فكما قال رسولنا الكريم "الكلمة الطيبة صدقة" فعودوهم على إنتقاء ألفاظهم كي نرتقي بمجتمعنا نحو العلا وليكن شعارنا دائماً الحب والطمأنينة كي تتلاشى تلك الظاهرة السيئة.