الذكرى السنوية الثالثة لرحيل والدي المربي الحاج/ عبد الهادي فيصل بقلم: نعمان فيصل
تاريخ النشر : 2020-02-22
الذكرى السنوية الثالثة لرحيل والدي المربي الحاج/ عبد الهادي فيصل بقلم: نعمان فيصل


في الذكرى السنوية الثالثة لرحيل والدي المربي الحاج/ عبد الهادي نعمان فيصل

بقلم/ نعمان فيصل

يا لجلال الذكرى، ويا لروعة المصير!! هكذا يأتي كل عظيم إلى الحياة، ويقضي ما يقضي، ثم يمضي، ويخلف وراءه ذكرى!! أكل هذا في التراب؟ آه من هذا التراب!!

أبي الحبيب.. لا أجد في قاموس اللغة ولا بين مفرداتها ما أعبر به عن الفراغ الذي أعاني قسوته، جراء رحيلك يا أبي.

أبي الحبيب.. وسر وجودي، في الذكرى السنوية الثالثة لرحلتك إلى النعيم لدى الخالق بمشيئته تعالى أبعث إليك أشواقي.. إلى روحك الطاهرة، فلا تقلق عليَّ.. فما نشأتني عليه من القيم والسلوكيات كانت السبب المباشر في ما بلغته من نجاح حتى الآن.. وما توفيقي في أبحاثي وكتاباتي ومؤلفاتي التي أهديها لك ولروحك الزكية إلا لأنك أمدتني بما مكنني من كل ذلك.

ولعل آخر إنجازاتي (ظلال السنين) حتى الآن فيها ما كنت تحدثني عن ضرورة تحصيل النجاح.

أبي.. رحمك الله، قد علمتني معنى النجاح، وكيف أنجح؟ ولماذا يجب أن أنجح؟

أبي الحبيب.. تتجدد ذكرى رحيلك عني، لكني لا أستطيع مجرد التفكير في النسيان، فأنا لا أقوى على ذلك، وكيف يكون هذا؟ وأنا أراك هنا في غرفة الطعام، وأنت على رأس المائدة تمازح هذا، وتوجه ذاك، وتدعو الآخر للطعام.

كيف يكون ذلك؟ ومقعدك في غرفة الجلوس منصوب لم يجلس عليه أحد بعدك، فطيفك الماثل أمامي يملؤه وقاراً وهيبة.. وأراك يا أبي الحبيب حاضراً في كل تفاصيل أيامي، توجهني.. وترشدني.. وأنا أنفذ أوامرك دون تردد.

أبي الحبيب.. في ذكرى رحيلك أنثر على ضريحك الورود.. وعلى روحك العطور والبخور، وأعاهدك أن أظل وفياً لما علمتني إياه، وربيتني عليه.

أبي الحبيب يرحمك الله.. نم قرير العين. هانئ النفس بجوار الرحمن الرحيم.. وسلام على روحك الطاهرة.

سلام عليك يوم ولدت .. ويوم مت .. ويوم تبعث حياً.