خطاب الأمين .. لا عذر لأحد بقلم:خالد صادق
تاريخ النشر : 2020-02-22
خطاب الامين .. لا عذر لاحد
حالد صادق
احتقان الشارع الفلسطيني وخشيته من تطبيق ما تسمى بصفقة القرن, وردات الفعل على الخطوات التطبيعية بين الرسميين العرب واسرائيل, وقياس ردة الفعل على مستوى الشارع الفلسطيني والعربي والاسلامي ودول العالم الحر, كلها كانت محددات لخطاب الامين العام لحركة الجهاد الاسلامي القائد زياد النخالة , كان يجب ان يكون الخطاب واضحا وصريحا ومباشرا وان لا تتصف لغة الخطاب بالرمادية, فكل هذا التكالب على القضية الفلسطينية كان يحتاج لموقف صلب يقف على ارضية ثابتة ومدعوما بالقرائن العملية على الارض, فكان العنوان العريض لخطاب الامين العام لحركة الجهاد الاسلامي في فلسطين القائد زياد النخالة وحرض المؤمنين على القتال والذي جاء من خلال المؤتمر الوطني الذي أقامته حركة الجهاد الإسلامي في مدينة غزة، بعنوان «فلسطين لا تقبل القسمة ولا التجزئة»، بمشاركة الفصائل الفلسطينية كافة, حيث ركز الامين العام في كلمته على ضرورة مواجهة الصفقة المشؤومة واسقاطها بأي شكل كان, وركز على العمل العسكري المسلح في مواجهة الصفقة لأنه الضمانة والفعل الانجع لإفشالها واقتلاعها من جذورها, محذرا من الركون للحالة التي تشهدها الاراضي الفلسطينية الان, وان حالة الجهوزية والاستعداد للفصائل الفلسطينية المقاومة واجنحتها العسكرية يجب ان تكون حاضرة دائما وابدا وفي اوجها, لان الاحتلال غدار بطبعه ولا يؤمن جانبه ابدا.
التحريض على قتال العدو ومجابهته يستند الى عدة حقائق تحدث عنها الامين العام بقوله « يجب رفع الصوت عالياً والتحرك بلا كلل أو ملل لحماية القدس والقضية الفلسطينية من التصفية، لأن شعبنا ما زال يؤمن بأن فلسطين هي حقنا في هذه الحياة، وما زالت القدس هي قبلتنا للجهاد, وتهديدات قادة العدو لن تخيفنا ولن ترعبنا ولن تجعلنا نقبل بما قررتموه، وبما سمي بصفقة القرن، ولن تجعلنا نتخلى عن حقوقنا التاريخية في فلسطين وفي القدس.», هذه التصريحات تدل على ان سياسة الامر الواقع التي تحاول الادارة الامريكية والاحتلال الصهيوني فرضها على الفلسطينيين, تقابلها سياسة المقاومة التي لا تعترف بسياسة فرض الامر الواقع ولا تستسلم لها وتسعى لمواجهتها بكل الاشكال الممكنة, فجاءت كلمات الامين لتعبر عن النقيض تماما لما تحاول صفقة القرن ان تمرره, فالمواجهة التي دعا لها الامين العام والتحريض على القتال سيكون باي وسيلة من وسائل المقاومة وباي قدرات عسكرية او سلمية متاحة بالسكين والدهس, او بالسلاح والصاروخ, او بالحجر والمقلاع, او بالمسيرات الجماهيرية العارمة, فنحن نحمل على عاتقنا مهمة بعث الامة من جديد لمواجهة قوى الاستكبار العالمي التي تقودها الادارة الامريكية ورأس حربتها «اسرائيل», لذلك طالب قوى المقاومة جميعاً أن تجمع صفوفها وتعيد حساباتها للتوحد من جديد، لمواجهة الصفقة المشؤومة.
لقد كانت رسالة الامين العام للجهاد الاسلامي واضحة تماما لإسرائيل والادارة الامريكية, وسرعان ما انتقل في كلمته الى الحديث مع السلطة الفلسطينية فانتقد سياسة استمرار التنسيق الأمني قائلاً: كيف نطالب الآخرين بمقاطعة إسرائيل، ونحن نجلس في أحضانها، وننسق معها، وكتبنا نظريات، ووضعنا أسسًا، وقلنا الحياة مفاوضات؟!» لقد حولتنا هذه الاتفاقيات الملعونة إلى مرتزقة يخدمون في أجهزة حماية الاحتلال، وحماية المستوطنين. حيث أصبحت الضفة الغربية بكاملها مستوطنة كبرى. فماذا جنينا من أوسلو إلا الذل والعار والبكاء على الوهم؟! أي فلسطيني هذا الذي سيبيع دينه بسنوات إضافية من حياة المهانة؟! وأي عربي وأي مسلم هذا الذي سيعلن أن فلسطين أصبحت إسرائيل، وأن القدس أصبحت أورشليم؟! هذا التحدي الذي أمامنا لا يكسره إلا القرآن الذي نردد فيه: «يا أيها النبي حرض المؤمنين على القتال», هذا هو واجبنا اليوم، أن نحرض على القتال، والقتال فقط، عندما لا يوجد لنا خيار آخر, ولنذهب إلى القتال كما نذهب إلى الصلاة، وكلاهما التقاء للروح بخالقها، وليفعل الله بعد ذلك بنا ما يشاء» .هل هناك وضوح اكثر من ذلك في مواجهة صفقة القرن والسبيل الوحيد لإسقاطها, الفصائل الفلسطينية تتحدث عن الحلول وهى مستعدة لان تجابه وتقاتل لأجل شعبها, نائب رئيس حركة حماس في غزة الدكتور خليل الحية قال بوضوح ان الضفة الغربية مطالبة اليوم بالتحرك اكثر من أي وقت مضى, ويجب ان تتحرك لأنها هي المستهدفة من هذه الصفقة, خطاب الامين العام القائد زياد النخالة لم يترك عذرا لاحد فالكل مطالب بالمواجهة والاشتباك مع الاحتلال بالقدرات المتاحة واختم بما ختم به كلمته في المؤتمر حيث قال مخاطبا الاسرائيليين « لا مكان لكم في بلادنا، مهما امتلكتم من قوة، ومهما تلقيتم من الدعم والتأييد, وأي عدوان على شعبنا في قطاع غزة، سيجد مقاومة لم يعهدها من قبل.