بعد ما شبعهم الشعب شتماً، عادوا السياسين إلى سياسة التسول بقلم:مروان صباح
تاريخ النشر : 2020-02-21
بعد ما شبعهم الشعب شتماً، عادوا السياسين إلى سياسة التسول بقلم:مروان صباح


بعد ما شبعهم الشعب شتماً ، عادوا السياسين إلى سياسة التسول ...

مروان صباح / ليس من المبكر التأني من معرفة على أي إيقاع الحكومة اللبنانية تضبط خطواتها القادمة ، فهذه المرة تمكن ممثلون الشعب اللبناني من الوصول إلى البرلمان من خلال التمويه والتفافات من أجل تمرير الثقة لحكومة حسان دياب رغم أنف الشعب ، ولهذا ننصح أعضاء البرلمان أن ينخرطوا على الفور في دورات تختص بالإنزال المظلي لأن بالتأكيد المرة القادمة ستكون الوسيلة الوحيدة للوصول للبرلمان ، هي استخدام طائرات هيلكوبتر ، وطالما اللعب بات مفضوخ وعلى المكشوف ، إذن من الجدير للبرلمانيين نقل برلمانهم من موقعه الأرضي الحالي إلى الشبكة العنكبوتية لكي يتجنب أعضائه في المنظور القريب مشاكسات المتظاهرين الذين كانوا أشبعوهم شتماً وردحاً وقدحاً في التظاهرات الماضية .

هناك مقولة شهيرة لفكتور هوجو يتداولها النخبوين ( الحرية بيد الجاهل كالسكاكين بيد مجنون ) وبالتالي لم تأتي عبارة هوجو من فراغ بل جيله كان قد شهد الفوضى والجهل لا يقل عن الفوضى والجهل اللذين يجتاحا عالمنا اليوم ، بل ايضاً قد كان في روايته البائسون التى تعتبر من أشهر الروايات في تلك الحقبة ، عبر عن تضامن المفكرين مع ضحايا الاستبداديين العام والخاص الذي وقع قبل الثورة النابليونية وبعدها وأثناء المحاولة الفاشلة في اقتلاع الملك لويس فيليب ، لكن ايضاً أشار عن مسألة مهمة لا بد أن تكون حاضرة لدي المفكرين دائماً ، معرفة الفوارق بين الحرية والفوضى ، لهذا في مقدمة كتابه جاءت عبارة تشير عن الغاية أو الهدف من وراء كتابته ، عندما قال ( تخلق العادات والقوانيين في فرنسا ظروفاً اجتماعياً هو نوع من جحيم بشري ، وطالما توجد لامبالاة وفقر على الأرض ، كتب كهذا الكتاب ستكون ضرورة دائماً .

كل الخوف اليوم أن ينتقل اللبنانين من حكومة أمضتها بالتعامل مع رئيسين ( الظل والأصلي ) كما جاء في خطبة الحريري أمام المجتمعين في ذكر اغتيال الاب ، وبين حكومة ورئاسة تتعامل مع الظل في الضاحية الجنوبية ، بل الخطورة الكبرى إذ كان حسان دياب رئيس الوزراء الحالي قد وافق على أن يكون الطريق الذي يمهد للإيراني بفرض سيطرته الكاملة على لبنان كما كان الحال في العراق ، وبالتالي مهمة الجاهل هي حذف الفروق بين التعارضات وقد أضاعت البشرية الكثير من تراثها المعرفي بفضل الجهلة ، لهذا بادئ ذي بدء ، لم ينتفض الشعب اللبنانين من أجل تمكين علاقة بلاده بإيران أكثر أو اللجوء إلى البنك الدولي من أجل اعادة ترتيب الديون فقط ، بل كان الأولى لحكومة دياب وضع خطة ترشيدية للإنفاق الحكومي ومؤسستين الرئاسة والبرلمان ، تقلل فاتورة النفاقات إلى المستوى الأدنى ، ومن ثم تتوجه بشكل فوري للشروع في عمليات تطهيرية لكل فرد تحوم حوله الشبهات في الوظيفة الحكومية ومن ثم تعين على رأس القضاء قاضي يبدأ في فتح ملفات الفساد بهدف إعادتها وبالتالي يخير الناهبين بين إعادة الأموال أو السجن .

أما الإيقاع التى تتبعه الحكومة اللبنانية الحالية لا يبشر بالخير ابداً ، مازال خيار السياسيين الوحيد هو التسول الدولي وبالتالي تحميل الشعب ديون آخرى يعني أنهم حريصون كل الحرص على عدم الخوض بإصلاحات حقيقية ، بل الهدف من تشكيل الحكومة يندرج في توظيف الازدواجية إياها ، المكر والخداع السياسي في الكفاءة المهنية من أجل الحفاظ على السلطة وهذه الازدواجية يعتمدها أغلب السياسيين في العالم لأنهم جميعهم كانوا قد تتلمذوا على كتاب ( الأمير ) للمفكر مكيافيللي ، فالكتاب يعتبر واحد من أشهر الكتب بين السياسين وأكثر الكتب كرهاً بين الناس ، بل أسم مكيافلي أصبح مرادفاً للمكائد السياسية الذي بدوره ينبه بضرورة التعامل مع الشعوب بتوازن الحب والخوف لأن الحاكم الضعيف يدفع الناس للتمرد والنفور ، وبالتالي جمع سياسيو العالم من العصور السابقة ، الثالوث المظلم Dark triad ( المكيافلية والنرجسية والاعتلال النفسي ) . والسلام
كاتب عربي