حلم فلسطين بقلم: رائد الحواري
تاريخ النشر : 2020-02-19
حلم فلسطين بقلم: رائد الحواري


حلم فلسطين
في القرن الماضي كانا نمتعض من الروتين الرسمي العربي، الذي كان يضع كل دائرة على جبل، وعلى المواطن الركض بين الجبال، لإجراء معاملاته الرسمية، لكن بفضل لله، نحن في فلسطين نختلف عن النظام الرسمي العربي، بحيث نخصص له موقع محدد، ليقوم بمعاملاته، وبما أن فلسطين محدودة الجغرافيا، فلا بأس أن يأتي ابن طولكرم وابن جنين إلى نابلس، ليقابل اللجنة الطبية، لكن هذا الأمر يحتاج منه أن يخرج من بيته في حدود الساعة السادسة صباح، ليلحق الدور، ويسجل أسمه على الورقة التي أعادها المراجعون، والذين بدورهم سيسلموها للموظف.
لكن المضحك في فلسطين أن المواطن بعد أن يصل ويدخل الدائرة ـ طبعا قبل وصول الموظفين ـ يتلقى خبر: "اللجنة الطبية لن تأتي اليوم، وستأتي بعد شهر"، وعليه أن يعود إلى مدينته أو بلدته التي أتى منها، وعندما تواجه الموظف بأن هذا غير عادل وصحيح، وأنه قيل له في المرة السابقة نفس ما يُقال له الآن، يجيب، أنا أتعاطف معكم، لكن ليس بيدي حل.
وهنا نسأل: أين دائرة مكافحة الفساد؟، أين نقابة الأطباء التي تعمل دوريا على القيام بإضراب لمص دم/أموال الشعب، وليس مص أموال السلطة، فأموال السلطة أصلا تأتي من الضرائب التي يدفعها المواطن؟، كيف سيتم (ترتيب البيت الداخلي الفلسطيني) في ظل وجود موظفين يعيشون في أبراج؟.
والعجيب والغريب في فلسطين أنك يجب أن (تضرب)/تظلم ولا تقول آه، أو تبدي أي ردة فعل، وعليك كتم انفاسك، لهذا علينا رفع صوتنا، والمطابة بوقف هدر وقت الشعب وامواله، يكفي ما نحن فيه، ولكي لا يكون كلامنا انشاء، اقترح أن يكون هناك شخص (مهني) وليس موظف، يشرف ويراقب كل الأخطاء والتجاوزات التي تجري في المؤسسات، ورفعها مباشرة لجهة تُعنى بالإصلاح الاداري، وهذا ليس بالأمر العسير على السلطة، فما زال هناك مخلصين، يردون أن يحافظوا على حلم فلسطين، لكي لا يمسي كابوس.