حكام العرب وصفقة القرن والكلاب بقلم:د.ناصر إسماعيل اليافاوي
تاريخ النشر : 2020-02-18
حكام العرب وصفقة القرن والكلاب بقلم:د.ناصر إسماعيل  اليافاوي


حكام العرب وصفقة القرن والكلاب  

كتب  ناصر اليافاوي 

حينما نسنتنسخ الكلمات من صفحات التاريخ ، لم نهدف التجني او القذف،  ولكن نضع تلك السطور لتعبر عن مواقف لا تزال قائمة حتى اليوم بثوب جديد..

أثناء مرورنا على كتاب 

  (الاطماع الصهيونيه في شرقي الاردن) للمؤلف  في د عصام السعدي رأينا صفقة القرن والتعاطي معها بصورة تختلف عنها الآن،  وان اختلفت الشخصيات الإمبريالية بالأمس كان جلوب باشا واليوم ترامب باشا...  

 ورد فى كتاب السعدي 

" في عام 1947 زار الأردن وفد من كبار المسؤولين في الإدارة البريطانية، للاطلاع على رأي قلوب باشا في تقسيم فلسطين. ورأيت من المفيد أن أنقل قصة لقاء الوفد البريطاني مع قليلوب، كما روتها بعض المصادر التاريخية، ودون تعليق مني، فهي أبلغ من كل تعليق، وأقتبس :

سألوا قلوب باشا لدى اجتماعهم به : لكوننا نخشى يا جنرال ردود الفعل العربية ضد بريطانيا، التي تؤيد تقسيم فلسطين. جئنا لنأخذ رأي القادة العرب ورأيك بصفتك الخبير في المنطقة، فما هو رأيك بردود فعل التقسيم عند العرب ؟ فقال لهم قلوب : غدا سأعطيكم الجواب – وكان الوقت ليلا - ، وفي صباح اليوم التالي باكرا، طلب كلوب من سائقه ( عودة النيص )، أن يشتري لهم خمسة أرطال من اللحم، وأن يقطعها القصاب قطعا صغيرة.

 وبعد أن أحضرها السائق حسب الطلب، دعا قلوب ضيوفه للركوب معه، وطلب من سائقه الانطلاق، والجميع في دهشة من تأخر قلوب في رده على سؤالهم السابق. وفي غمرة تساؤلهم تلك، ابتسم الجنرال كلوب، ثم طلب منهم التريث لحظات وهو يقول لسائقه، يا عوده اتجه إلى مضارب بني صخر بسرعة. وما أن وصلنا مضارب العشيرة، حتى ثارت كلاب العشيرة تنبحنا بشراسة مدافعة عن البيوت، مبدية عدم الرغبة بمقدمنا.

وما أن تكامل عقد الكلاب وأحاطت بنا من كل جانب، ولاحظ قلوب باشا انزعاج ضيوفه الإنجليز من صولة الكلاب . . أخذ قلوب يقذف بقطع اللحم ذات اليمين وذات الشمال، فخمدت ثورة الكلاب، وأخذت تنبطح أمام سيارة الجنرال وضيوفه الإنجليز، مقدمة لهم الولاء والطاعة والاحترام المتزايد، الأمر الذي أضحك الإنجليز كثيرا. وبينما هم في غمرة الضحك من فعل الكلاب ورد الفعل المعاكس . . قال الجنرال قلوب : هؤلاء هم حكام العرب تماما.

 أما الشعوب العربية فهي أشبه بأصحاب الكلاب، الذين فوضوا أمر حماية البيوت لدفاع الكلاب عنها بالنباح، وبعد أن رأت الكلاب قطع اللحم تركت الدفاع عن مضارب أصحابها . . فاذهبوا الآن لتقسيم فلسطين دون تردد ودونما أخذ رأي قادة العرب، فهم مثل الكلاب تماما. ثم تساءل قلوب قائلا : هل اقتنعتم بعد الآن ؟ قالوا له : اقتنعنا . . قال لهم : مع السلامة، وحدث التقسيم بعد ذلك ". 

تأسيسا لما سبق نرى //

 -  الخبث الانجلوساكسوني لم يتغير تجاه  التآمر على تمزيق فلسطين و الوطن العربي منذ  القرن الماضي .. - نظرة  الغرب لم تتغير تجاه  حكام  العرب ، وهم فى نظرهم كالكلاب النابحة .

-  التاريخ يستسنخ  نفسه تلقائيا  ، نفس العبارات والشعارات مع اختلاف الكلاب وألوانهم...