الذكريات بقلم: أنغام أبو جمال
تاريخ النشر : 2020-02-17
في وقتٍ ما قبل النوم تُزعجني طرقاتٌ تضربُ بابَ رأسي، ويحتارُ عقلي بين أنْ أسمح لها بالدخولِ أم أخلُد للنوم، وبين الحيرة والقرار رجرجت الطرقات جمجمتي فكاد يُكسر بابها، أسرع العقل لفتح الباب فيجد أحدهم وضع مغلفاً كُتِبَ عليه "الذكريات" بداخلهِ شريط، لَملم عقلي أفكاره فأخذوا يتهامسوا لمشاهدةِ ما يحتويه ذلك الشريط، ثم أوصدوا الباب  ف أُُصبح أسيرة فيلمهم، كان لذكرياتٍ عن أيامٍ قد مضت من العمر، وسنوات بين الحزن والسعادة وبين الفشل والنجاح بين الخسارة والربح وبين هذا وذاك، ف تُقرر النيل مني وتأخذني لأيامٍ ليتَ الزمنُ يستطيع أن يعودَ بأدراجهِ ليتوقف عندها فيعجز بعدها عن الحراك.

لأيامِ المدرسة
حيث كانت اهتماماتنا محصورة داخل أسوارها فقط، وأكبر همومنا كانت تتجلّى ب ضغوطات الدراسة والسعي للحصولِ على علامات ترضي آباؤنا، لأيامٍ كُنّا فيعا نستغل الفسحة للذهاب إلى المكتبة ف نقرأ مالذّ وطاب من الكتب، أيامٌ كنا نُعاقَب فيها على تهميش الفروض.

دائما كنا ننتظر بلهفةٍ سماع خبرٍ يُعتبر أفضل حدثٍ لليوم وهو تغيّب أحد المعلمين عن المدرسة كي نغادر دروسنا باكراً، فنُسرع للخروج وكأنه قد فُكّ قيدنا.
في الإياب، بين الخطوة والأخرى نتسامر الأحاديث، ونتناقش بكثير من الأمور، ونتساءل ياترى! ماذا ستكون قد أعددت أمي لمائدة الطعام؟!

فنصلُ مُنهكين وننزعُ تلكَ المكتبةَ الثقيلة عن أكتافنا ونخرطها أرضاً كمسافرٍ أرهقته حاجيات سفره وُاشتاق لبيته.

على صوتِ أمي حين تناديني لأخبرها بأحداثِ يومي الدراسي، وعن العلامات الي حصّلتها خلاله وغيرها من التحقيقات التي بها تُطَمئِن قلبها، وتتفاخرُ بتحصيلاتي أمام نساء الحارة وصديقاتها.

وفجأة عندما أوشك الشريط على التوقفِ، انخرطت الدموع منهمرة ف تَسيل من مجراها و تنحدرُ على وجنتيّ بحرقةٍ ليقرر بعدها العقل بإلتزام الهدوء والخلود للنوم فينتهي ذلك الفيلم بالحزن على ما مضى من العمر.