الغناء المصري من الطرب الأصيل إلى أغاني المهرجانات بقلم:أ.محمد فاروق ابوفرحه
تاريخ النشر : 2020-02-17
الغناء المصري من الطرب الأصيل إلى أغاني المهرجانات بقلم:أ.محمد فاروق ابوفرحه


الغناء المصري من الطرب الأصيل إلى أغاني المهرجانات

من ( أم كلثوم و عبد الوهاب و عبدالحليم و فريد الاطرش ) و غيرهم من أصحاب الطرب الأصيل و الكلمات المهذبة التي تدخل بيوتنا لتكون شخصيتنا و شخصية أطفالنا لتصنع منهم رجالا أشداء يملئهم العطف و الحنان و الشوق و الحب , إلى جيل الوسط من المغنيين أصحاب الأغنية الشعبية من أمثال ( احمد عدوية و شفيق جلال و محمد طه و الكحلاوي و عايدة الشاعر) و من ثم ( حكيم و سعد الصغير و شعبان عبدالحيم و البرنس و الليثي و الشيخ ) و غيرهم , التي قوبلت في منتصف السبعينات و حتى قبل قليل من السنوات أي قبل ثورة 2011 بقليل من الرفض الطبقي و من محبي الطرب الأصيل حتى أصبحت مقبولة لدي الكثير من الشعب .

و نتذكر رأي ( محمد عبد الوهاب ) في الفنان الشعبي ( احمد عدوية ) حين قال : أجمل صوت شعبي سمعته في حياتي . و بهذا تغير الذوق العام و أصبح محبي ( أم كلثوم و عبد الوهاب و عبدا لحليم ) قلة من الشعب و انفرد الغناء الشعبي بالساحة الفنية لفترة طويلة من الزمن , و أصبح الغناء الشعبي مسيطرا على الساحة يزاحمه الفن الأصيل من إلى حين , متمثلا في جيل جديد ظهر في الثمانينات مثل ( عمرو دياب و أيهاب توفيق و على الحجار محمد ثروت و محمد الحلو , و هاني شاكر و مدحت صالح و غيرهم من جيل الوسط ) و لكنهم للأسف تم إحباطهم من سيطرة الغناء الشعبي فقلت إصداراتهم الفنية خاصة بعد ثورة 2011 و أصبح الطلب عليهم من حين إلى حين و على استحياء .

و انتشر الانترنت في كل العالم و بسرعات مهدت الطريق لخلق كيانات فنيه ذات نمط غربي مختلف عن الوطن العربي و تأثر الشعب المصري خاصة بأغاني أصحاب البشرة السمراء من الأمريكان و هو ( الراب ) و هي أغنية ذات الإيقاع الواحد و الرتم الواحد و الكلام السريع و الذي انتشر في أمريكا و العالم و أصبح ( الراب (هو الفن الأسرع انتشارا في العالم .

و من هنا بدأ الفنان المصري احمد مكي و غيره تعريب الراب المصري و اشتهرت الكثير من ألاغاني ليذيع صوته في وسائل المديا الحديثة و بالطبع التقط الفن الشعبي اللحن و الرتم ليسخره في نوع جديد من الغناء الشعبي ,
و سمي هذا النوع بــــــــ اغاني ( المهرجانات ) و تعود تسميت هذا النوع من الغناء لأسباب مختلفة منها ( إنها تحدث ضوضاء شديدة معتمة على ( الباز ) العالي للسماعات , مما يكون حالة تشبه المولد أو المهرجان ) فالبعض سماها (مولد) كذا أو كذا و البعض سماها (مهرجان) كذا

و بالطبع التقط الفنانين المشهورين اللحن ليبدؤوا في مواكبة النوع الجديد من الغناء , و الذي أصبح من سماته وجود كلمات خادشة للحياء و محرضه على ارتكاب المعاصي و الذنوب و كلمات أخرى محرضة على شرب الخمر والمخدرات و تعاطيها و الافتخار بذلك و لا تخلو كلماتها من التحريض على العنف و أصبح من يغنيها و من يستمع إليها يكون فيه يده سلاح مثل السكين ليرقص به و يتمايل , و بهذا تحول الغناء و الطرب الأصيل إلى عملة نادرة و للأسف أيضا أصبح الغناء الشعبي المحافظ بعض الشيء يكاد يندثر تماما و يختفي بموت فنانيه لتصعد أغاني المهرجانات و نجومها الجدد من أمثال ( محمد رمضان , و شاكوش و حمو بيكا و شطة و غيرهم ) إلى الصفوف الأمامية لقيادة الشباب الذي اقبل على سماعهم , مما جعلهم يحققون أرباحا خيالية من وسائل الأعلام المختلفة من المديا العالمية .

و لقد انتفضت نقابة الموسيقيين بقيادة نقيبها الفنان الكبير ( هاني شاكر ) إلى وضع حد و العمل على إيقاف تدهور الفن المصري الذي أصبح سببا مباشرة في تدهور سلوك و أخلاق بعض شبابنا ألان و الذي يكون شخصيته من خلال هذه ألاغاني , و يجب على الجميع أن يساند بقوة من خلال منع أولادنا للاستماع إلى هذه ألاغاني و منع حضور حفلاتهم , فدور الأسرة مهم و يساعد في الحد من انتشارها .

إنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا

ضياع الأخلاق ضياع للأوطان

الكاتب / أ / محمد فاروق ابوفرحه