حدثٌ غريبٌ بقلم:سارة منجد
تاريخ النشر : 2020-02-17
في يومٍ من الأيامِ كنتُ أسير في أحدى شوارع المدينةِ التي أقطن بها ، كانتٌ السماء مليئه بالغيومِ شديدة السواد ، التي كادت أن توشك على تساقط قطرات الماء ، فأسرعت في مسيري و دخلت على أحد المقاهي المجاورة لمنزلي في هذه المدينة ، دخلت و خلعت معطفي و وضعته على الكرسي المجاور لدّي ، كانت الطاولة التي جلست عليها بِجانب النافذة كانت مُطلة على الطريق و منظر تساقط الأمطارُ جميلٌ جدًا و هذا المنظر يحتاج فنجانٌ من القهوةِ ، فَطلبت من الناذل فنجانُ قهوة لذيذ المذاقِ و سُكرها قليل ، و بعد بضعة دقائق أحضرها الناذل و تشكرتهُ ، و جلستُ اتأمل الطاولة المجاورة لطاولتي ! غريب لم أفعل هذا قط !
كان يوجد فتاةٌ جالسة على تلك الطاولة و كان الوضع الذي هي عليه ملفت للنظر جدًا و لم تطلب شيئًا تشربه بهذا الجو البارد ، غريب ما أمرها !! نسيت أمر قهوتي و منظر الشتاء ، فَبدأت أراقبها و أراقب نظراتها الشاردة و عينها التي تزخر بالدموعِ و أيضًا كانت تحدق بِمدخل المقهى و كأنها تنتظر أحدًا و لم يأتي بعد !
و كانت تلعب بشيءٍ كان بيدها هو خاتمٌ أو ورقةٌ أو شيئًا آخر لا أدري حقًا !! كان غريبًا لي زاد حُب فضولي أن أعرف ما بها و من الذي جعلها تجلس هكذا كأنها بِعالمٍ آخر .
بدأت اتسأل هل أذهب لها و اسألها ما بها أم أبقى بمكاني جالسة أتابعها من بعيدٍ لأرى ماذا سيحصل ! لا أدري و كلاً بقيتُ بِمكاني أراقبها و لكنني لم أشُعرها بأنني أتتبع حركاتها !
مرّ ساعاتان على وضع تلك الفتاة ، فتاةٌ غريبةُ الأطوار تفاجئني بأفعالها !
و بعد مرور ذلك الوقت دخل رجالٌ إلى المقهى كان متوجهًا نحو طاولةِ تلك الفتاة فَ لم رأته الفتاة كأن أصابتها حالة هستيرة بدأت بالصراخِ و بالبكاءِ و تضربهُ على صدرهُ ! و تقول له لماذا فعلت هذا بي لماذا جعلتني أصدقك و أنتظرك خمسِ سنوات متتالية وأنت مسافر خارج البلادِ لم تتجرأ برفعِ سماعة الهاتف و تطمئن عني و عن أحوالي و كيف أعيش بدونك و كيف أقضي أيامي بعد فراقك الأليم !
قول لي كيف تتجرأ بأن تخدع عائلتي و تخدعني و وضعت هذا الخاتم بأصبعي و بعد عقد القِرانِ تركتني و ذهبت كأنك لم تكتب كتابك على فتاةٍ !!
رجلٌ مخادع مختل عقليًا ، لم أرى أحدٌ بِحياتي فعل ذلك الفعل الشنيع غيرك ، أنت عديم الأحساس و كأنك كالحيط لا تشعر بأحدٍ .
و بعد ذلك الكلام التي قالتهُ الفتاة للرجلِ الذي يدعي أنهُ خطيبها ، قامت و مسحت دموعها و رمت الخاتم بِوجههُ و خرجت مسرعةً من المقهى .
كم كانت غريبةُ الأطوار جعلتني أراقب كل تحركاتها بدقةٍ لأعرف ماذا يحصل معها .
فتاةٌ مسكينة كذب عليها رجلٌ أو يدعي بأنه رجل .
و بعدما ذهبت الفتاة رحت الحقها لأعرف ما ستفعل بنفسها خرجت إلى الشارعِ و لكنني لم أجدها أختفت و لم أعرف أين ذهبت ! الله يكون بعونها على ما حدث معها فتاةٌ غريبة مسكينة.