رفاهيةٌ عُظمى بقلم:نور سالم
تاريخ النشر : 2020-02-17
كلٌ في خيالاته قائداً شُجاعاً يحَّتَمُ عليه الموتُ فيأبى الأستسلام .

رفاهيةٌ عُظمى تعيشُ داخل عقولنا وكأننا نحيا في حياةٍ ثانية , قصورٌ أُسطورية , جواري مَلَكية , سعادةٌ أبدية , أكوابٌ ذهبية , عقولٌ فضية , تمردٌ وحرية , أبطالٌ دفاعية , عدلٌ إجبارياً , حُباً حقيقياً , قلباً حجّالياً , عيوناً وردية .

لا تعُد الى الواقع أرجوك أكمل ! لعل الخيال ينجيك مما في قلبك قليلاً .

سلامٌ نرجوه في الاُفق , لا شيباً يَغزُونا ولا حُزناً يكسونا , ولا دموعاً تَروينا , ولا جسداً يؤذينا , لا مستقبلاً يُخيفُنا ولا عُمراً يُناهزُنا , لا حُباً يَشقينا ولا طبيباً يأتينا .

خيالٌ خصبٌ ذو أوراقٌ مُزهرة تُطبطب على أرواحنا التي نُبهت , أرواحُنا المعلقة بين الأماني والحقيقة , أحلامٌ ترتوي من عقلٌ عشرينيّ, وحقيقة تَشيخ كالمُسنين.

بين الخيال والحقيقة خطٌ أشبهَ بالسكةِ الحديدية التي تكون مُقطَّعة وبارزة, والخيال هو القطعة البارزة بين الخط الفاصل للسكة, والحقيقة هو الوقت المنتظر للعبور , معنى ذلك أنهُ لا يوجد سكة حديدية لا يعبُرُها قطارُ الأُمنيات وأن صوتَها المتَبجل بالضجيج عن بُعد ما هو إلا اقترابٌ مؤجلٌ لحقيقةٍ لا نعلمُ مسافاتِها الحتمية للوصول ,

ثانية دقيقة ساعة يوم شهر سنة قرن .

وتبقى الأنفسَ متلهفةً لترى ما رُسِمَ من رفاهية عُظمى، رُسمت من قاع الآلم وتنتظرَ لترى هل اختلفت الألوان المُدرجة في دماغها أم إمتزجت أم اختلفت.

ربما يكون هناك لوحةٌ أجمل في القطار المُحَمَّل .

والآن استعد وعد الى الواقع وابتسم فربما يأتي قطار أحلامك مسرعاً متلهفاً لك .