فالنتين و دار الإفتاء! - ميسون كحيل
تاريخ النشر : 2020-02-15
فالنتين و دار الإفتاء!  - ميسون كحيل


فالنتين و دار الإفتاء!

التمثيل مستمر، والتظاهر بالديمقراطية والتعددية سمة العصر! فما هو شأننا بالقديس فالنتين حسب التعريف المسيحي حتى تخرج علينا دور الإفتاء للإقرار بجواز الاحتفال بعيد الحب أو عدمه؟ وهل وصلنا إلى حد أن تُخصص دور الإفتاء من نفسها أداة لرضى الغرب؟ حتى تقوم بإعلان عيد الحب بأنه حلال؟ 

لست هنا لأعترض على الفتوى أو البث في تحريمها أو تحليلها بعد أن تعودنا أن هذا حلال وذاك حرام حسب الرؤية السياسية والمواقف المؤثرة! و مرة أخرى أتساءل ما شأننا باحتفالات الغير وأعيادهم أكثر من احترامنا للرأي الآخر؟ إذ لا يجوز أن تنشغل أي دار إفتاء في تحديد نوعية مناسبات الآخرين وأعيادهم، ولا نملك حق تحديد إن كانت حلال أو حرام.

عيد الفالنتين أو الحب ليس شأن إسلامي حتى تنشغل أي دار إفتاء في إقرار رأيها فيه، فالتدخل في شؤون الآخرين عبارة عن قبول و موافقة في التدخل في شؤوننا. فماذا لو خرج رأي من الطرف الآخر ليؤكد أن الاحتفال بالإسراء والمعراج مجرد نوع من أنواع الخزعبلات؟ فمثلما هناك حلال وحرام هناك يمكن أن يكون هناك أيضاً حقيقة وخيال! لذلك لنجنب أنفسنا الإحراج وحالات التكفير والتنكيل والرفض والغضب والسير في نفق إرضاء الآخرين من سياسيين أو رجال دين مهما كانت توجهاتهم فلنا ديننا وللبقية أديانهم ولا أحد على الأرض يمكنه البث في ما حلله الله أو حرمه إلا من خلال ديانته وكتبه و رسله دون اللجوء لآخر أو نيل رضى ترامب!

في الحقيقة؛ ليس من دار إفتاء أن تقرر أو تحلل أعياد لا تنتمي إلى ديانة دار الإفتاء وليس من حق أحد أن يطالبها برأي و موقف لا يتعلق بامتدادات ديانتها وتفسيرات الرسالة والحديث عن ما يخص الآخرين ليس من اختصاصها، إذ أن القديس فالنتين لا يتبع لدار الإفتاء المقصودة وعيده لا يندرج ضمن الرسالة الإسلامية حتى تقرر مدى أحقية أو جواز أو تحليل أمر لا يتعلق بعيد الحب الذي نأمل أن يصيب كثيراً من الناس بعيداً عن فالنتين ودار الإفتاء.

كاتم الصوت: لا يجوز أن تتغير أفكارنا حتى في نهجنا الديني لإرضاء الغرب وثمنا للبقاء!

كلام في سرك: من دار إلى دار تختلف الرؤية ويختلف الرأي!

ملاحظة:عيد الحب أو الفالنتين يعود إلى قصة تتعلق بالقديس فالنتين!