حل الوطن وليس حل الدولتين بقلم : منيف الحوراني
تاريخ النشر : 2020-02-14
حل الوطن وليس حل الدولتين بقلم : منيف الحوراني


حل الوطن وليس حل الدولتين

بقلم : منيف الحوراني

2/12/2020

منذ وقت لم يعد قريباً ولكنها حقيقة تصبح أكثر إلحاحاً مع إنقضاء كل يومٍ آخر، لم يعد بمقدور الفلسطينيين أن يكتفوا بإطلاق ردود الأفعال تجاه مايطرح عليهم من خطط بخصوص قضيتهم الوطنيه (أو ما يطرح أمامهم أو يسمعون به عبر نشرات الأخبار). موقف الفلسطينيين في تلك الحاله ليس رأياً إستشارياً غير ملزم للأطراف. الفلسطينيون طرف. الفلسطينيون هم الطرف.
حل الدولتين غير قابل للتنفيذ على الإطلاق وذلك علم صحيح صار مؤكداً منذ زمن. وإكتفاء القياده الفلسطينيه بترديد التمسك بهذا الحل لايتجاوز كونه نفخاً في قربة مثقوبه. كما أن اعتقاد الفلسطينيين أن هكذا موقف إنما يجعلهم أكثر قابلية للتقبل من قبل العالم ما هو إلا وهم مطبق، فالعالم، بما فيه ذاك الجزء الذي لايزال يرى في الفلسطينيين شعباً ذا حقوق، هذا العالم بإمكانه أن يبقى داعماً للأبد حلاً غير قابلٍ للتحقيق ولن يعني له ذلك أكثر من مجرد شراءٍ للوقت وتنصلاً من أي مسؤوليه عمليه تجاه مساعدة الفلسطينيين للوصول إلى حقوقهم، فالعالم لن يكون ملكياً أكثر من الملك.
وإذا كان من الصعب تخيل أن القياده الفلسطينيه تخطئ في قراءة هذا الواقع، إلا أن موقفها ذاك إنما يعبر عن الإستسلام التام له وانعدام القدره والجرأه على بلورة واعتماد ومباشرة خطه الهجوم المضاد.
نعم، إذا كانت مواقع الفلسطينيين غير محصنه بما يكفي للدفاع وإذا كانوا فعلاً يستبعدون تقبل فكرة أن يذبحوا في أسرتهم، لايتبقى أمامهم والحال كذلك إلا الهجوم.
مواقع حل الدولتين مهترئه كما هو شكل حصة الفلسطينيين من بينهما. حل الدولتين سيره وانفضت. السيره التي يجب أن تطرح الآن هي سيرة حل الوطن. فلسطين التاريخيه هي وطن الفلسطينيين، حيث يجب ويتعين ويمكن للفلسطينيين وأبنائهم وأحفاد أحفادهم أن يعيشوا.. وأن يعيشوا.