السادات ذهب لأنه لقنكم درسا لن ينسى بقلم: إياد جوده
تاريخ النشر : 2020-02-13
السادات ذهب لأنه لقنكم درسا لن ينسى بقلم: إياد جوده


بقلم / اياد جوده
تشير كل الاخبار الى ما قاله سفير اسرائيل في الامم المتحدة حيث اتهم السيد الرئيس بأنه غير براغماتي وانه لابد ان ينظر الى روح الصفقة. السخافة الاسرائيلية استمرت على لسان مندوب إسرائيل عندما قال: ان اردت ان تصنع سلاما فلا بد لك من ان تأتي الى القدس بسيارتك لا ان تذهب الى الامم المتحدة وتقطع كل هذه المسافات، ويستمر في تزوير الحقائق عندما تحدث عن الرئيس السادات ومجيئه الى القدس.
نعم لقد ذهب السادات الى القدس والى داخل الكنيست الإسرائيلي وخاطب من فيها ونقل رسالته الى كل الإسرائيليين ولكن بعد ما جعلهم يدفعون الثمن غاليا وبعد انتصاره في أكتوبر المجيد الذي سطرت فيه القوات المسلحة المصرية صورا من البطولة والتضحية والفداء والتي لا زالت وستبقى تذكر الى آخر الزمان.
ذهب السادات ليقول لكم ان اوهامكم انتهت ولا بد ان تنتهي والى الابد وان مصر فيها جيشا يستطيع ان يمرغ انوفكم في التراب. السادات عندما ذهب ولكنه ذهب منتصرا ليعطي الدروس للمهزومين داخل ما يسمونه كنيست، ولم يذهب ليبحث عن سلام هزلي او يستجدي من أحد عطفا.
وعندما كان يذهب المفاوض الفلسطيني الى داخل إسرائيل ليفاوض كان يذهب في ظل اطار شرعي ودولي متفق عليه أساسه قرارات الشرعية الدولية التي تتحدث وتؤكد على حق شعبنا في حدود عام 67 ولكن الان لماذا تريد منا ان نذهب وتنطق كذبا انت ودولتك باننا نرفض.
نعم ذهب السادات ولن يذهب ابومازن وكان يمكن ان لا يذهب السادات ويذهب ابومازن لو أن الظروف كانت بالعكس.
السيد الرئيس وأمام كل العالم أعلن عن موقف فلسطين بكل صراحة، لن يذهب الى مكان ولن يقبل أحد وسيطا، ولن يكون هناك شيء ممكن ان نتفاوض عليه او ان نتحدث عنه لا يحمل في طياته حقوقنا التي اقرتها الشرعية الدولية كإطار للتفاوض.
لا السيد الرئيس يخشى ولا كل شعبنا يهاب الذهاب الى أي مكان للحديث والتفاوض، ولكن التفاوض على انسحابكم من أرضنا وعن كل شبر من الأرض التي احتلت عام 1967. أما ان اعتقد الإسرائيلي بانه يريدنا ان نأتي له لنفاوض عما يعتقد انه منحة لنا، فأن إسرائيل وغيرها واهية بكل حال.
أما عن تهديدات ذلك الارعن أما أعضاء مجلس الامن وما نشر الامس وتناقلته الانباء اليوم عن الانتظار لما بعد أبو مازن فهذا يعيدنا الى سناريو قديم جديد عندما اتهمت إسرائيل وامريكا الشهيد ياسر عرفات بانه لم يعد شريكا في السلام وانه يشجع التطرف والإرهاب وانه لا يريد الوصول الى اتفاق، وبالتالي وكأنهم أعطوا أنفسهم الحق في حينه الى قتل الشهيد والتخلص منه كونه عقبة في طريق السلام وروجوا لذلك واتخذوا القرار ونفذوه.
اليوم نفس المشهد ومن مسئول إسرائيلي ومن على منبر مجلس الامن أعلى هيئة دولية تطلق التهديدات علنا للسيد الرئيس متهمين سيادته بأنه عقبة في طريق السلام.
أما الموقف العربي ليس موقفا يمكنه ان يمنع الحماقات الإسرائيلية تجاه هذا التهديد المفرط، والموقف العربي بات أضعف من أي وقت مضى بكل تأكيد ولكن المصيبة بل الكارثة هو حديث الإسرائيليين عن قرب توقيع اتفاقية عدم الحرب والعدوان مع الدول العربية.
هل تكفي الادانات والتأكيد على ان العرب مع الموقف الفلسطيني في كل ما يتخذونه لمنع حماقات إسرائيلية؟ هل يكفي الصوت العربي المندد لمنع تهويد القدس وتدمير المسجد الأقصى؟
ان الامة العربية والإسلامية المنشغلة في نزاعاتها وحروبها لا تعي بأنها تتخلى عن قبلتهم الأولى وعن مسرى نبيهم ومعراجه. انها لا تعي ان الأرض الفلسطينية قد مزقت تماما وبقي فقط تجسيد ذلك قانونيا وفق المعطيات الإسرائيلية والتي بدأت بالفعل.
اما الدول الإسلامية ذات القوة والنفوذ فهي منشغلة في دول عربية لتحقق انتصاراتها على اخوتهم في الإسلام في سوريا وليبيا وتصدح بصوت عالي كل يوم بأنهم مع الفلسطينيين وانهم لن يتخلوا عنا. لا أعرف كيف يمكن له ان يترجم هذا ولكنه لن يحدث على الاطلاق.
ان أردنا الحقيقة في كيفية التعاطي مع ما يحدث فلن اتحدث لا عن خطط ولا استراتيجيات كل ما أقوله بأن كل واحد منكم يعرف ما الذي يجب عمله.