المرأة بين الماضي والحاضر
رأي حر
بقلم هدى دمشق *
: في ظلّ الجاهلية قديماً كانت المرأة عبارة عن أداة وسلعة بأيدي الرجال ، يشترونها ويبيعونها كأي سلعة رخيصة ، فكانوا يعتقدون أنّها مصدر الخزي والعار لهم ، وكانت تُعامل أيضاً بشتّى وسائل العنف والاستبداد حيث كانت تُجبر على الزواج وتُمنع من أبسط حقوقها كالتعليم وإختيار مسار حياتها عكس أيّامنا هذه، كما كانت في السابق تقوم بدورها التقليدي الذي يتمثّل برعاية الأطفال والطهي وتنظيف المنزل ، الى أن جاء الاسلام ورفض جميع إعتقادات الجاهلية الأولى وكرّم المرأة ورفع من مكانتها في المجتمع وساوى بينها وبين الرجل في التعليم والعمل
، وبعد مرور برهة من الزمن إختلف دور المرأة بشكل جذري وأصبحت هي البنية الاساسية لتقدم المجتمع لانّها مربية الاجيال فقد خلقها الله لتتحمّل مصاعب الحياة لِقدراتها على تحمل الآلام ،
كما برعت في الكثير من المجالات ونافست الرجال حيث أثبتت أنّه لا يُمكن وصف المرأة بالضعف وقلة الذكاء ، فهي بذكائها قد وصلت الى الرئاسة ودخلت مجالات عدة كالهندسة وقيادة الطائرة والجيش ولعبت دوراً هاماً في مجال الزراعة وخاصة في إفريقيا
. اليوم، لقد تضاعفت قوة المرأة فأصبحت تعمل خارج وداخل المنزل ، وتُوازن بين عملها وحياتها الخاصة وواجباتها ، وكلّ هذا بسبب تطوّر الحضارة وحركة تحرر المرأة وغيرها من الأسباب الاجتماعية
. بالرغم من أهميّة المرأة في المجتمع إلاّ أنّ هناك العديد من المجتمعات وخاصة فئة من الرجال التي ما زالت تنظر اليها نظرة التنمر ونعتها بناقصة عقل وأنّها كائن ضعيف ، والسبب في ذلك يعود الى العديد من العواملالاجتماعية منها
الجهل ، والامراض النفسية وعدم قدرته على إخراج نفسه من تقاليد بيئته المتخلفة التي نشأ عليها وترسخت في عقله ، وتفشّي البطالة والفقر وتراجع القيم وغياب الدين
أيّها الرجل : إنّ الله جعل المرأة شريكة ومكملة لك في الحياة وفي كلّ شيء ، فالمرأة تحب أن يحتويها حنان رجل أقوى منها فتكون مكمّلا" له لا تابعا" تحتمي في ظلّة لا في ذلّه
. لا أقوى من شخصيته ولا أدنى من كرامتها
فكن منصفاً لها ولا تعتبرها نصفاً ، ولا تقوى على ضعفها فالجنة من تحت أقدامها تُرسم ، وقدّس قربها فالحياة بدونها موت بل الموت بدونها أرحم
هدى دمشق
كاتبة لبنانية تقيم في المانيا *
المرأة بين الماضي والحاضر بقلم:هدى دمشق
تاريخ النشر : 2020-02-08
