قَصَصُ المَنارَة في سَرْدِ عَجَائِبِ المَغَارَةِ! بقلم:عبد المجيد مومر الزيراوي
تاريخ النشر : 2020-01-26
قَصَصُ المَنارَة في سَرْدِ عَجَائِبِ المَغَارَةِ! بقلم:عبد المجيد مومر الزيراوي


قَصَصُ المَنارَة في سَرْدِ عَجَائِبِ المَغَارَةِ !

المَغارةُ مَظْلَمَة،
الخُلوةُ مَكْرمة،
فَلِي فِي المَغَارَة سَرْدِيَّاتٌ !
و لِي فِي الخُلْوَةِ فِتنَة!
صبرٌ جميلٌ،
براءةُ الطفولةِ
مَشْتلُ الفِطْنة،
ذِكْرى مُرورِ قرنٍ
عَدا ثلاثةُ أرباعٍ !
خمسٌ و عشرونَ
حَوْلاً و عاما !
مُذْ قطَعوا
الماء و الكهرباءَ
عن روحي السَّاكنة
في ظلام المغارة!
فكيفَ حالُ الوضعِ
بين زوايا الظلمات؟
الزاوية الأولى:
لا تُرى بالعين المُجرَّدة!
الزاوية الثانية داكِنةٌ ،
وَ الثالثةُ كَالعَتَمَة السّوداءِ
غيومُ السماءِ المُلبَّدَة!
أمَّا الرَّابعة ظُلْمَةٌ ماجِنَة،
المُعبَّدة!
ظُلُماتٌ تتَوسَّطها ظُلُماتٌ،
وَ أنَا أتلَمَّسُها جَزُوعًا!
و أنَا أَتَحَسَّرُ جوعًا!
و أنَا لاَ أستفيدُ من
حقوقِ الإنارةِ العموميةِ،
هكذا لَبِثْتُ في الكهف
مُضْطَهَدًا مَمْنُوعًا!
مُت
سأَلتُكم بالله .. ما هذا ؟
أنا لاَ أرى ملامحَ أنَا!
زجاج المرآة لا يَعْكِسُنِي!
أعوذ بالله
من عجلةِ القرينِ،
دَحْرجَة بعين المكان،
أعوذ بالله
من تَمَظْهُرات الجانِ،
هل أنَا إنسانٌ هنَا ؟
فرقعاتٌ غريبةٌ ،
سأَسْتَرِقُ سَمْعَ الدخان!
شعاعٌ ضَوْئِي
ليسَ اللهيبُ
منْ إلْتهابِ النيران،
ربَّاهُ يا ربَّاهُ؛
جثَّتي هامِدةٌ أمامي!
أرَاها مُلْقاة على الأرض،
صدمةُ المُكاشفة!
لستُ باخعًا نفْسي!
قَلَّبْتُها ذاتَ اليمينِ
وَ أعَدْتُهَا ذات الشمالِ،
سقَطتْ بطاقةٌ شخصيةٌ،
تحملُ صُورةَ رأسِي،
معلومات التعريف الوطنية،
أرقامٌ عددُها أُسِّي!
و ما تبَقَّى
من حروفِ الجمال،
قرَّرتُ حَمْلَ المِشعلِ!
فَوَجَدْتُ مفاتيحَ الأغلالِ،
وَدَّعْتُ جُثَّتِي :
اللَّهم في الرفيق الأعلى!
إنا لله و إنا إليه راجعون!
ثم أَنَرْتُ سرْدابَ المغارَة،
أَنَا أمامَ بَوابَة المُغادرة:
ودَاعًا يا جثةَ الكَهفِ !
وَ السَّلامُ عليكم
جئْناكُم بأنوارِ الحضارة !
حياةٌ بِرُوحِ الإسْتِعارَة،
تَزَامَنَ خُرُوجي
من المغارة
مَعَ دُخُول الربيع،
الشوارع أجدها مُكْتَضَّة،
الشبابُ شَابَ!
الأَملُ خَابَ!
جاءَتْ ظُلْمَةٌ المساءِ،
و أنا حامِل الشُّعْلَة،
سمعت الخبر هاتفا
صَوت أَعَزِّ الأَصْدِقَاء،
هل أنتَ مِنْهُم ؟
فقُلْتُ منْ هُمْ ؟
قال :إنتبهْ هَا هُمْ!
خَلْفَكَ أَرَاهُم،
نَوَيْتُ الإِلْتِفاتَ نَحْوَهُمْ،
فَتَذَكَّرْتُ أَنِّيَ أرَاهُم
من حيثُ لاَ يَرَوْنِي!
سبحان الله ؛
جسدي مدفونٌ
هناكَ في المغارة،
رُوحِي طَائِفٌ مَكْنُونٌ!
لاَ يَرَى أثَرَهَا سوى
المُرِيدُ الرَّاغِبُ !
فِي تَثْقِيفِ النَّفْسِ الأَمَّارَة،
هَكَذا أَلْبَسُونِي
ريشَ الطَّائِرِ،
هكذا حضرتُ
افتتاح موسم الثَّائِرِ،
هكذا الجزء القادم
يحمل تفاصيل الإثارة !

يتبع ...

عبد المجيد مومر الزيراوي
شاعر و كاتب مغربي