25 يناير.. واستخلاصات المراجعة!! بقلم: وفيق زنداح
تاريخ النشر : 2020-01-25
25 يناير.. واستخلاصات المراجعة!! بقلم: وفيق زنداح


25 يناير ... واستخلاصات المراجعة !!!!
في مثل هذا اليوم من كل عام تجري مصر احتفالا بعيد الشرطة المصرية .... ونحن بالذكرى (68) ... وفي مثل ذات اليوم قبل سنوات جرى محاولة تنفيذ مخطط مدبر ... حاول البعض فيه حرف مسار الذكرى الى تظاهرة حملت من الشعارات التي يمكن من خلالها ان يتزعزع الاستقرار والامن ... وان تستغل العواطف والاحتياجات ... وان تخاطب الفئات والشرائح الاجتماعية والاقتصادية ذات المستويات المنخفضة ... وان ينتشر عبر الاعلام والشوارع والميادين من يدعون بالاشتراكية والديمقراطية وحقوق الانسان ومن هم من تنظيم الاخوان .
شعارات كثيرة تم نشرها وتبادلها وتناولها عبر وسائل الاعلام والمواطنين ذات المستويات المتدنية من الوعي بما يدبر ويحاك ... والذي لم يكن مبررا وذريعة مقبولة لنتائج ما حدث من خراب وفلتان وعدم استقرار وسرقة ونهب وجرائم وقتل ووقف عجلة الانتاج وزيادة الاعباء على مؤسسات الدولة ... وادخال البلاد بنفق مظلم لا تعرف نتائجه ومخاطره المخيفة بحسابات الابرياء والمواطنين العاديين ... لكنها كانت محددة ومعروفة النتائج بحسابات المتآمرين والطامعين في اخذ البلاد الى الفتن والتقسيم واضعاف هيبة الدولة ومؤسساتها .
هناك من خرجوا لإيمان بداخلهم حول ضرورة احداث تغيير بظروفهم الاجتماعية والاقتصادية وهناك من خرجوا لأهداف خبيثة وضمن ما هو مخطط ومدبر وبما قاموا به من قتل للمتظاهرين لإشعال الاوضاع واحداث الفلتان والتخريب وفتح ثغرات في جدار الوطن لصناعة ازمات تمهد الطريق لقوى الارهاب التكفيري بممارسة قتلهم وتخريبهم وايجاد حالة عدم استقرار.... وما يترتب عليه كل ذلك بقلوب الملايين من الامنين المؤمنين بوطنهم ودولتهم ومؤسساتهم وهم يشاهدون عجلة الانتاج تتوقف ... والطرق غير أمنه ... وضياع لفرص الاستثمار وانخفاض حاد بمدخولات السياحة وزيادة نسبة البطالة ... أي قلب الامور الداخلية بما يتيح الفرصة لأصحاب المصالح الضيقة من جماعة الاخوان وعصابات الاجرام وبعض الشخصيات التي تريد ان تصنع لنفسها دورا وظهورا اعلاميا لابراز احقادهم وكراهيتهم وخلط المزيد من الاوراق ... والتلاعب على اوتار الاحتياجات ومشاعر الناس وعواطفهم .
الفوضى والخراب ... وحالة الفلتان الامني داخل البلاد ... وقد كان بفعل المتآمرين واصحاب المصالح الضيقة الذين ارادوا ان ينشروا الخوف والرعب .... لكنهم وجدوا العكس تماما بيقظة وصحوة شعبية وحرص أكيد لمؤسسات الدولة وعلى رأسها جيش مصر العظيم والذي ادرك مدى خطورة الحالة التي وصلت اليه البلاد .... ومدى الاكاذيب والافتراءات وحرب الشائعات الذين حاولوا اشاعته عبر المنابر الاعلامية والميادين والشوارع ووكالات الانباء والفضائيات ذات الميول المعروفة ... ومصادر التمويل المكشوفة .
محبة المصريين لوطنهم وحرصهم على سلامته ... ويقظتهم السريعة بذكائهم الفطري وكشفهم الكامل لما يجري وما يقال ... جعل الواقع الداخلي محركا فاعلا لثورة 30 يونيو وما ترتب عليها من انهاء الكثير من النتائج التي ترتبت على حكم الاخوان ... من خلال عزلهم واجراء انتخابات ديمقراطية ووفق الدستور .
الرئيس عبد الفتاح السيسي والذي فاز بالانتخابات الديمقراطية الاولى والثانية وبنسبة عالية لم يسبق لها مثيل ... انما تؤكد ان التجربة المصرية كان لها استخلاصاتها السريعة وضروراتها التي يجب مراجعتها بقراءتها بصورة موضوعية وبتوازن كامل ... وبإرادة خالصة وفق ظروف داخلية واقليمية وتحديات قائمة وقادمة .
تجربة كانت نتائجها سريعة بأسرع مما تصور المتآمرين بما حدث من تطور ونمو وثورة عمرانية وبنية تحتية ومعالجة للكثير من الازمات التي كانت قائمة ولا زال العمل يجري بكل جد واجتهاد على محور التنمية الشاملة ... وعلى محور المواجهة الشاملة للإرهاب وللمخاطر المحدقة بالوطن .
تجربة مصرية لها استخلاصاتها وضرورة مراجعتها عبر كافة المستويات والتخصصات والمؤسسات .... وحتى على مستوى كل مواطن مصري محب لوطنه وحريص على امنه وسلامته وتقدمه ... وحتى يعود كل مواطن بذاكرته لما جرى في يناير من حالة الفوضى والفلتان والخطر الشديد على مصالح البلاد والعباد بفعل مؤامرة خارجية داخلية حاولت ان تمارس مخططاتها من خلال جماعة الاجرام والظلام وما احدثته من تراجع على كافة المستويات من احتياطي نقدي وضعف بالقوة الشرائية وانخفاض بمدخولات المواطنين نتيجة البطالة المتزايدة واغلاق الكثير من المصانع والنقص الحاد بالاحتياجات المعيشية ومتطلبات الحياة العامة من مواد بترولية وكهرباء .
اوصلوا مصر لحافة الخطر الشديد حتى جاء دور المنقذين ليستكملوا خطوات انقاذهم من خلال القوات المسلحة والاجهزة السيادية والتي ترى بأنه لم يعد هناك من مجال للانتظار ... بل ضرورة التدخل لحفظ امن وسلامة البلاد وحماية الشعب المصري من قوى الظلام والشر .
هذه التجربة التي لها الكثير من استخلاصاتها تحتاج الى المراجعة الدائمة بكل موضوعية وتوازن من خلال التركيز على الاعلام ودوره الاساسي في احداث الوعي والمتابعة ومواجهة حرب الشائعات كما المؤسسات الاخرى والتي عليها ان تنهض بالحالة الثقافية والفكرية لمواجهة افكارهم الشيطانية وميولهم المتطرفة .
لقد اصبحت الصورة واضحة بكل معالمها والتي تؤكد ان البلاد وحتى تنهض باقتصادها وبمقومات قوتها لن يكون عبر اصحاب الشعارات الكاذبة والمقولات المزيفة والمصالح الضيقة لكنها ستكون .... وقد كانت ... ونشاهدها اليوم عبر المخلصين والمحبين لوطنهم والفاعلين بجد واجتهاد للنهوض بوطنهم وتعزيز مقومات قوته .
ما حدث من تطور نوعي واستراتيجي كشف زيف وافتراء هؤلاء الدجالين الكاذبين الذين حاولوا ان يتلاعبوا بوهم افكارهم وخيالاتهم وبدافع من يدفع لهم ومن يجعل لهم من منصات الاعلام لنشر اكاذيبهم والذين كشفوا منذ زمن ولم يعد لهم من مكان ... ولا حتى من يمكن ان يسمعهم او يصدقهم .
هذه التجربة تدفع بالحرص على الوطن وسلامته ... وعدم تصديق ما يقال من شائعات وان مواجهة الازمات والاحتياجات من خلال المزيد من العمل والحرص على الوطن وسلامته وهذا ما قامت به القيادة السياسية برئاسة الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي كان صادقا منذ البداية ولا زال يصدق القول ولم يبيع الاوهام ... ولم يرفع الشعارات .... الا بالقدر الذي يمكن تطبيقه وتنفيذه والذي نراه اليوم بتحيا مصر .
الكاتب : وفيق زنداح