تحضرت حياتنا..وتصحرت قلوبنا بقلم:نور شعبان فطاير
تاريخ النشر : 2020-01-24
نحن جيل حين لفظتنا الحياة وإشتد عودنا كان عصر الورق أيضا يلفظ آخر انفاسه فيها وتبدأ بإستخدام الأزرار الإلكترونية بدل القلم لكتابة وطباعة الرسائل الهاتفية أو الإيميلات على جهاز الحاسوب كنا نحن من هؤلاء الذين استقبلوا هذا التحضرالذي كان لقلوبنا تصحراً
لم نمر كثيراً على الرسائل المكتوبة لم نمارس الشوق الحقيقي بها ولا عنفوان الإنتظار ولا شغف الكتابة
هذا الحضارة المسيطرة إلتفت حول أعناقنا أحكمت فبضتها علينا وكأنها موجة بحر عاتية تبتلع راكبها قبل أن يرتد الطرف، فسرعت كل شيء حتى صرنا لا نسمع عن بعيد نشتاق إليه، ولا نسأل عن رسائل وصلت أو لم تصل ..

سهولة الكتابة وسرعة الوصول والرد كلها أشياء أفقدت المعنى الحقيقي وراء المكتوب جردته من الشعور الحقيقي له

هذة الحضارة لغت كلمة الخصوصية من حياتنا أفقدتنا البهجة وشرعتنا لغيرنا وشرعت غيرنا لنا كأننا نوافذ صيفية لا تغلق أبدا

في داخلي أتمنى لو عشت في زمن الورق ميولي لهذة البساطة أكثر من هذة الحضارة الغنية المتغطرسة فأحب أفكاري حين تصاب بالتوحد أخشى عليها اللمس كثيراً لا أحب هذا القرب المؤذي من الناس الذي يدخلون حتى في المسامات.

تمنيت لو عشت المعنى الحقيقي من كل شيء ماذا يعني أن تكتب رسالة بقلمك أن تشتري طابعا بريديا محددا أن تتنظر الرد و تختبر الشوق الحقيقي فعلاً
إنتهى عهد الورق ووعود الحب غرقت في المنفى ومخترع الطابع البريدي يرثي ساعة اختراعه.

ليت زمن الرسائل المكتوبة وساعي البريد يعود
أحبه هذا البعد ففيه التقرب يكون أكثر . والصدق أعمق والشعور الحقيقي يرتل كترنيمة في ليلة الميلاد

نور شعبان فطاير