تبكي الرجال في وطني بقلم:منى الفارس
تاريخ النشر : 2020-01-23
تبكي الرجال في وطني بقلم:منى الفارس


تبكي الرجال في وطني
بقلم :- منى الفارس
تبكي الرجال في وطني وتجهش بالبكاء ليس ضعفا وانما قلة الحيلة وقلة السند ، نتساءل هنا ،
متى يحق لرجالنا ان تبكي ؟ تبكي الرجال عندما تجرد من وسائل الدفاع عن أنفسهم وعن مالهم وعرضهم تبكي الرجال عندما تهدم بيوتهم التي جمعت ذكريات عمرهم ر وتعب السنين لإنشائها وتعميرها ، من قبل محتل غاصب بحجج وادعاءات واهية ومزيف ، تبكي الرجال عندما تجرف ارضيهم وتصادر والتي يعتبرونها كأولادهم ، اروها من كل قطرة عرق تصببت من جبينهم وهم يعملون فيها ويزرعوها، اراضيهم التي يعتبروها العرض والشرف ، تبكي الرجال عندما يُهانون ويُذلون على الحواجز الاحتلالية يواجهون تصرفات استفزازية ومبتذلة من قبل المحتلين ، تبكي الرجال عندما يتم اعتقال ابنائهم او بناتهم امام اعينهم وليس بوسعهم ان يقومون بواجبهم الابوي والاعتيادي بالدفاع عنهم وحمايتهم وتوفير الامن لهم ، تبكي الرجال عندما يمرض ابنائهم ولا يملكون المال لعلاجهم ولا يملكون سبيلا لتوفير علاجا لهم ، تبكي الرجال عندما لا يمتلكون المال لتعليم ابنائهم ولا يجدون من يسندهم ويمد لهم العون ، يعترفون وقتها بعجزهم على الاستمرار بالوقوف الى جانب ابنائهم ومساعدتهم في بناء مستقبلهم. تبكي الرجال عندما يتعبون وينفقون كل ما لديهم لتعليم ابنائهم ليصلون في النهاية الى حائط كبير يغلق امام ابنائهم فرص العمل التي كانوا طالما حلموا بها ليتمكنوا من خلالها بناء مستقبلهم توفير حياة كريمة لهم. تبكي الرجال لفراق ابنائها وغربتهم لانهم ولدوا في وطن فقدوا فيه الامان الجسدي والغذائي و النفسي، اوصهم الى خيار ليس له ثاني ليس لهم ملاذا سوى الهجرة والغربة ليعيشوا بكرامة ضاعت في وطن كشف عن أنيابه واستدار لهم بظهره قائلاً لهم افعلوا وتصرفوا بأنفسكم كما شئتم ، هنا يضطرون مكرهين لا راغبين على الرحيل. هنا تبكي الرجال وتجهش بالبكاء لعجزها وقلة حيلتها تبكي لفقدها الامن والكرامة والسند فلا تلموا الرجال لبكائها بل قاتلوا ولوموا الاسباب التي اجبرتهم على البكاء والرحيل اوجدوا لنا الامان عيدوا لنا السند عيدوا لنا الكرامة والنخوة عيدوا لنا الجذور لنتيقن اننا لا زلنا رجال يستحقون هذا الوطن.