هولوكوست دولي جديد بحق شعب فلسطين بقلم:هاني مصبح
تاريخ النشر : 2020-01-23
هولوكوست دولي جديد بحق شعب فلسطين بقلم:هاني مصبح


هولوكوست دولي جديد بحق شعب فلسطين/ بقلم الكاتب الفلسطيني "هاني مصبح"
إن أعمال المنتدى العالمي لذكرى "الهولوكوست" وفعاليات مراسيم إحياء الذكرى السنوية الـ75 لتحرير معتقلي معسكر "أوشفيتس" الذي ينظمه معهد "ياد فاشيم" في القدس المحتلة يومي 22 و23 كانون الثاني/يناير الجاري والذي سيشارك فيه رؤساء فرنسا وألمانيا وإيطاليا إلى جانب 40 من زعماء ورؤساء دول العالم، هي جريمة بحد ذاتها وهي هولوكوست دولي جديد بحق الشعب الفلسطيني .
فهل نسي العالم بأن فلسطين وشعبها واقعون تحت الاحتلال الصهيوني ؟
وهل نسي العالم جرائم الإسرائيليين بحق ملايين اللاجئين في مخيمات الشتات في دول الجوار في سوريا ولبنان والأردن ومخيمات اللاجئين في الضفة الغربية وقطاع غزة وهي جميعها مازالت شاهدة علي جريمة الاحتلال الإسرائيلي وما قام به من جرائم مروعة بحق أطفال ونساء فلسطين وكيف تهجر شعبنا الفلسطيني ومازال يروي فصول الحكاية .
هل نسيتم أيها الرؤساء المشاركين بأن المشاركة في افتتاح نصب تذكاري لضحايا الحرب العالمية الثانية في مدينة القدس هي جريمة بحق فلسطين وشعبها الذي مازال يناضل بحثا عن الحرية والسلام؟
وإليكم بعض مجازر الإسرائيليين :-
مذبحة بلدة الشيخ 31/12/1947
اقتحمت عصابات الهاغاناه قرية بلدة الشيخ (يطلق عليها اليوم اسم تل غنان) ولاحقت المواطنين العزل، وقد أدت المذبحة إلى مصرع العديد من النساء والأطفال حيث بلغت حصيلة المذبحة نحو 600 شهيد وجدت جثث غالبيتهم داخل منازل القرية .
مذبحة دير ياسين 10/4/1948
داهمت عصابات شتيرن والأرغون والهاغاناه قرية دير ياسين الواقعة غربي مدينة القدس (تقوم على انقاضها اليوم مستعمرة إسرائيلية تسمى جفعات شؤول) في الساعة الثانية فجرا، وقد شرع أفراد العصابات الإسرائيلية بقتل كل من وقع في مرمى أسلحتهم. وبعد ذلك أخذوا بإلقاء القنابل داخل منازل القرية لتدميرها على من فيها، حيث كانت الأوامر الصادرة لهم تقضي بتدمير كل بيوت القرية العربية، في الوقت ذاته سار خلف رجال المتفجرات أفراد من الأرغون وشتيرن فقلوا كل من بقي حيا داخل المنازل المدمرة.
وقد استمرت المجزرة حتى ساعات الظهر، وقبل الانسحاب من القرية جمع كل من بقي حيا من أهالي القرية حيث أطلقت عليهم النيران لإعدامهم أمام الجدران، وقد استشهد 360 فلسطينيا معظمهم من الشيوخ والنساء والأطفال .
مذبحة قرية أبو شوشة 14/5/1948
بدأت المذبحة في قرية أبو شوشة القريبة من قرية دير ياسين فجرا، راح ضحيتها 50 شهيدا من النساء والرجال والشيوخ والأطفال ضربت رؤوس العديد منهم بالبلطات، وقد أطلق جنود لواء جفعاتي الذي نفذ المذبحة النار على كل شيء يتحرك دون تمييز .
مذبحة خان يونس 3/11/1956
نفذ جيش الاحتلال الإسرائيلي مذبحة بحق اللاجئين الفلسطينيين في مخيم خان يونس جنوبي قطاع غزة راح ضحيتها أكثر من 250 فلسطينيا. وبعد تسعة أيام من المجزرة الأولى 12/11/1956 نفذت وحدة من الجيش الإسرائيلي مجزرة وحشية أخرى راح ضحيتها نحو 275 شهيدا من المدنيين في نفس المخيم، كما قتل أكثر من مائة فلسطيني آخر من سكان مخيم رفح للاجئين في نفس اليوم .
إن قائمة جرائم المحتل الإسرائيلي طويلة جدا جدا وفاقت ما يروجون له وما يعرف بالهولوكوست وكيف تعرضوا للإبادة الجماعية وهم رهن الاعتقال وكيف كان يتم حرقهم وهم أنفسهم الآن يمارسون أبشع صور القتل والدمار بحق أطفال فلسطين والمدنيين وجميعكم رأيتم ذلك في حرب إسرائيل علي فلسطين في قطاع غزة المحاصر كيف استخدمت إسرائيل القنابل العنقودية المحرمة دوليا وكيف استخدمت سلاح الفسفور الأبيض الحارق والمحرم دوليا وكيف أبادت وقتلت العائلات الفلسطينية داخل منازلها وهم مدنيون عزل من السلاح ابادة للأطفال والنساء والشيوخ كما حدث مع عائلة السموني هي مجزرة نفذتها القوات الاسرائيلية أثناء الهجوم علي غزة ديسمبر 2008 تم تنفيذها في يوم 4 يناير 2009 ولقد وصفت هذه المجزرة بأنها اعدام جماعي بحق عائلة السموني وهي ليست الجريمة الأولي التي ترتكبها إسرائيل بحق المدنيين الفلسطينيين والقائمة طويلة وأقل وصف لها كلمة "هولوكوست" فكيف لمن يذكر العالم بمعاناته وما تعرض له من ظلم واضطهاد أن يمارس نفس الأسلوب بل وأبشع من ذلك بحق الأطفال والنساء والمدنيين .
إن كنتم تنظمون فعاليات إحياء ذكري الهولوكوست ال75 فنحن في قطاع غزة نحيي فعاليات الهولوكوست نتيجة الحصار علينا منذ 13 عاما لنذكر العالم بجرائمكم البشعة والتي لا تقل وحشية عن الهولوكوست النازي ؟
أيها العالم الحر انصفوا فلسطين من اجل احلال السلام فنحن تسامحنا وضمدنا جراحنا رغم ما بنا من ألم حيث كل مدينة وقرية شاهدة علي المجازر الصهيونية، حيث كل لاجئ فلسطيني في الشتات في شتا بقاع الأرض شاهد علي جرائم الاحتلال الصهيوني، حيث كل أسير خلف قضبان الزنازين وتحت عذابات سوط السجان الإسرائيلي هو شاهد علي جرائم المحتل الإسرائيلي وحيث كل جريح مازال جراحة تنزف وكل أم شهيد وزوجة شهيد وأبناء الشهيد تكلي شاهدون علي هولوكوست الإسرائيليين وبالرغم من كل ذلك لقد حملنا غصن الزيتون ومددنا أيدينا للسلام وقبلنا ما وعد به العالم وهو دولة فلسطينية وعاصمتها القدس الشريف لنعيش جنبا إلي جنب وينعم الجميع بالأمن والسلام ونحن مازلنا ننتظر وعودكم في حق مشروع لنا وهو اقامة دولتنا الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف ليعم السلام .
بقلم الكاتب الفلسطيني / هاني مصبح