ضم الأغوار وحسابات الانتخابات بقلم: إياد جوده
تاريخ النشر : 2020-01-22
ضم الأغوار وحسابات الانتخابات  بقلم: إياد جوده


بقلم / اياد جوده
يسعى الإسرائيليون ورغم الفشل الذريع في تشكيل حكومة وحدة او حتى حكومة مصغرة الى جعل الأداة الرئيسية في الانتخابات هي قضية ضم غور الأردن والتي تظهر على السطح بقوة كل ما تقترب انتخابات الكنيست.
ورغم السخرية الشديدة التي تصدر من المتنافسين مع نتنياهو بخصوص اتهامه بعدم جديته من تارة وتارة أخرى بأنها ليست أكثر من جزء من حسابات نتنياهو الانتخابية تخرج اليوم وتتوحد تقريبا أحزاب إسرائيل حول قضية الغور حيث أكد الجميع تقريبا بأن نتنياهو بهذه الخطوة يربك المنطقة ويهدد السلم.
أما المنافس الرئيس لنتنياهو وهو حزب أزرق أبيض يؤكد بما لا يدع مجال للشك بأنه لن يناقش هذه القضية الى بعد ان تنتهي الانتخابات وتشكل حكومة يمكن لها فعل ذلك وان كان قد عبر بشكل علني انه ليس ضد هذه الفكرة.
في ظل كل هذه الأجواء الملتهبة والمتصارعة تستمر قيادة الشعب الفلسطيني في عمل كل ما بأماكنها على الصعيد الدبلوماسي والشعبي من أجل احباط كل تلك المؤامرات على شعبنا حيث تم بالأمس في مجلس الامن مناقشة للمخاطر التي من شأنها ان تحدث في حين استمرار إسرائيل بالعبث في أمن المنطقة والتي كان جزء منها موضوع ضم الغور .
ورغم الاجماع الدولي حول قضية رفض أي اجراء إسرائيلي يخص الغور الا ان إسرائيل لا تتوقف عن استمرارها في فرض أمر واقع على الأرض وتتحدى الوجود الفلسطيني وحقوقه وتتحدى كل ما من شأنه فرض واقع غير الذي تريده .
في ظل كل تلك المعطيات يبقى لنتنياهو فقط فرص داخلية خاصة جدا تتعلق بمدى قدرته على احباط كل ما من شأنه منعه من الترشح في الانتخابات القادمة . إضافة الى قدرته على فرض مزيد من الصفقات التي باتت لا تعتمد الا على اليمين المتطرف والتي لن تساعده في تشكيل حكومة جديدة مهما حصل وخاصة في ظل المعطيات الجديدة التي تقول وفق استطلاعات الرأي ان أزرق أبيض سيتفوق بـ 3 مقاعد جديدة لحسابه إضافة لتصريحات القائمة المشتركة التي تقول بدعمها لأزرق ابيض وما تعكسه استطلاعات الرأي بحصولهم على 15 مقعد مما سيجعلهم أكثر تأثيرا .
حسابات نتنياهو صعبة للغاية ومستقبله السياسي بكل تأكيد سيكون مهدد وبقوة بالسجن في حال عدم حصوله على حصانة اما بخصوص وجوده في المشهد السياسي الإسرائيلي فأن هذا لن يكون حتى لو استمر في الانتخابات .
في نهاية الامر لن تنجح قضية غور الأردن أن تكون جزء من الحسابات الداخلية الإسرائيلية لإجماع الكل إسرائيلي ان هذا ليس أكثر من دعاية وبالتالي فان الفرصة فقط في كيفية اقناع الناخب الإسرائيلي بعدم التصويت لليمين المتطرف .
ولا بد من الإشارة أخيرا الى ان العرب الان لا بد وأن تتوحد جهودهم بشكل أكبر في سبيل تشكيل قوة اكبر في الكنيست وهذا يتطلب منهم توحيد جهودهم بقوة والعمل على النزول الى الصناديق والاقتراع بكل قوة وبشكل موحد .