نملة بقلم : محمد الدرقاوي
تاريخ النشر : 2020-01-22
نملة بقلم : محمد الدرقاوي


نملة

باكرا تغادر نملة صغيرة مسكنها ،فتشرع في عملها اليومي بلا كلل ولا ملل
نشيطة في عملها ، سعيدة ،ومفتخرة بما تنتج ..
استغرب الأسد ملك الغاب لحيوية النملة:
ـ كيف تعمل هذه النملة بلا رقابة ؟
فكر وقدر !!...
ـ لو أجند مشرفا يراقبها لربما أنتجت أكثر!..الصرصور اكبر خبير يمكن ان يشرف على هذه النملة ،أكلفه بها وأطلب منه تقريرا يوميا مفصلا عنها ..
تم تعيين الصرصور ..باشر مهمته ، شرع يقيس قوة النملة في الغدو والرواح
بسرعة فكر :
ـ يلزمني كاتبة تساعدني في طبع التقارير ،ومتابعة نشاط النملة وحركيتها ..سأعين عنكبوتا للسهر على المحفوظات ومراقبة الاتصالات والهاتف ..
كان الأسد مسرورا بما اعده الصرصور، وطلب منه انجاز رسومات بيانية تصف معدلات الإنتاج ،وتحليل البيانات لتقديمها في الاجتماعات المخصصة ..
اشترى الصرصور لهذا الغرض حاسوبا ، وعين ذبابة لادارة الخدمة ومعالجة المعلومات ..
تضايقت النملة من روتين الاجتماعات ، وكثرة الأوامر والتعليمات ،وبدأت تحس بالتعب والملل..
تنبه الأسد الى واجب تنصيب رئيس للمنطقة التي تعمل فيها النملة،
وتم اسناد المنصب للزيز الذي اول مافكر فيه هو شراء زربية وكرسي مريح لمكتبه ،وليضبط أعماله ، اشترى الزيز حاسوبا، وعين مساعدا ممن كانوا معه في عمله السابق ،وكلفه باعداد خطة استراتيجية لمراقبة العمل والميزانية ..
صار المدير الزيز يراقب العمل بجدية وصرامة .. لا يبتسم
ولا يشجع النملة بكلمة ..
صار كل من الزيز ورئيسه الأسد مقتنعان بالحاجة الى دراسة للمحيط والبيئة .. وبعد دراسة أعباء العمل، لاحظ الأسد ان النملة ما عادت تنتج كالمعتاد ؛عين بومة مرموقة نائبة له ،وكلفها باجراء تدقيق العمل
واقتراح الحلول ..
بعد ثلاثة اشهر من العمل الجاد والمضني ، خرجت البومة بتوصية ملخصها :
عدد الموظفين يفوق حاجة العمل،ترى من يكون اول ضحايا التخفيف ؟
النملة طبعا لانها أظهرت عدم وجود حافز يشجعها على العمل