روسيا و القضية الفلسطينية بقلم:رامي فرج الله
تاريخ النشر : 2020-01-21
روسيا و القضية الفلسطينية بقلم:رامي فرج الله


روسيا و القضية الفلسطينية
بقلم الصحفي/ رامي فرج الله 

كاتب و محلل سياسي- فلسطين

يزور الرئيس الروسي فلاديمير بوتين دولة فلسطين ليلتقي خلال زيارته بالرئيس الفلسطيني الشرعي محمود عباس، يبحث معه الملفات العالقة بين الفلسطينيين و الإسرائيليين، و حل الدولتين على أساس الشرعية الدولية ، و إقامة دولة فلسطينية ذات سيادة كاملة بعاصمتها القدس الشرقية، ووقف الاستيطان، ذلك السرطان المنتشر في جسد الدولة الفلسطينية المرتقبة، و كذلك بحث سبل إجراء الانتخابات المركزية في غزة و الضفة و القدس.,

إن هذه الزيارة المرتقبة بعد غد الخميس التي تعد تاريخية في قاموس الموسوعة الفلسطينية، و تعبر عن نجاح الدبلوماسية الفلسطينية التي تقودها القيادة الشرعية ممثلةً بشخص الريس عباس في المحافل الدولية، و لاإقليمية، كما أن لها دلالات يجب انتهازها، و تسويق الإعلام الفلسطيني لها، فهذه الزيارة تأتي أيضاً في إطار الاعتراف بدولة فلسطين على حدود الرابع من حزيران عام 67، و الاعتراف بشرعية الرئيس عباس، و الذي يترأس منظمة التحرير الفلسطينية ، مما يترتب عليه التأكيد على أن منظمة التحرير هي الممثل الشرعي ، و الوحيد للشعب الفلسطيني في الداخل ، و الشتات، والتي حاولت بعض الجهات المغرضة ، و الإقليمية الخارجة عن القانون تسويق مؤامراتها ضد منظمة التحرير الفلسطينية من أجل إسقاطها، و إنشاء جسم مواز لها يكون بديلاً عنها مما يعزز الانقسام ، و الفرقة بين الفلسطينيين، تهدف بالدرجة الأولى إلى تمرير ما تسمى بـــ" صفقة القرن" التي أفشها الرئيس الشرعي عباس، و قيادته، وشعبه.

هذه الزيارة التاريخية لم تأت عبثاً، و لا اعتباطاً، و إنما وفق خطوات مدروسة ، و ممنهجة سعت بها القيادة الفلسطينية الشرعية تأكيداً على موت الصفقة، و إحياء القضية الفلسطينية لتتصدر من جديد أولويات الدول الصناعية الكبرى، و تعزيزاً لدور القيادة الروسية في دعم القضية المركزية، ولب الصراع العربي الإسرائيلي، علاوةً على تعميق العلاقات الثنائية بين البلدين.

ليس هذا فحسب، بل إن القيادة الفلسطينية الشرعية نجحت في تغيير قواعد اللعبة في الشرق الأوسط، و قلب المعادلة بأن توجهت إلى روسيا لإعادة الدور الروسي الداعم للقضية الفلسطينية، و تقويضاً لهيمنة القطب الواحد، و إفشالاً لما يسمى بشرق أوسطي جديد، تسعى الرأسمالية التي تتزعمها الولايات المتحدة الأمريكية إلى خلقها بنائها لخلق " الفوضى الخلاقة" التي أعلنت عنه وزيرة الخارجية الأميركية وقتها، كونداليزا رايس، من خلال الثورات المزعومة ما يسمى " الربيع العربي" المدفوعة الأجر مسبقاً، تهدف من ورائه إلى تقسيم المقسم، و تدمير منظومة الجيوش العربية التي أذاقت إسرائيل الويلات، لاسيما جمهورية مصر العربية، و إعتلاء ا" الإخوان المسلمين" المشهد الفوضوي ، ودفع مبالغ طائلة من أجل تدمير مصر، و تحجيم دورها الريادي، و دعمها للقضية الفلسطينية، و العربية، و الإفريقية من خلال مساهمة الإخوان عبر الرئيس المخلوع محمد مرسي في بناء سد النهضة، و الموافقة على إعطاء سيناء لحماس بغزة لإقامة دولة فلسطينية، و تكريس الانقسام، وفصل القطاع المنكوب عن فلسطين التاريخية، وكل ذلك له هدف واحد هو " تقويض حل الدولتين"، و تحقيق المشروع الوطني الفلسطيني، و إجهاض القضية الفلسطينية المركزية بحسب ما أعلنت عنه هيلاري كلينتون في مذكراتها.

الزيارة الروسية التاريخية لفلسطين يجب استثمارها جيداً في حشد الدعم الدولي لحل الدولتين وفق القرارات الشرعية، و تقرير المصير، و عودة اللاجئين الفلسطينيين، كما ينبغي استمرار القيادة الشرعية في توجهها الدبلوماسي الهادف إلى حشر إسرائيل في الزاوية، و فضح جرائمه، و سعياً لانتزاع حقوقنا كاملة.