حين بكى قلبي..الحلقة الأخيرة بقلم:د. رضوان عبد الله
تاريخ النشر : 2020-01-20
حين بكى قلبي....النهاية...بقلم رضوان عبد الله

    ما بين الحب والحنان والحنين يفاجئنا الموت ويقض مضاجعنا،ويفرق بيننا،فياخذ حبيبا او قريبا او صديقا،او ربما نسيبا او حفيدا او حتى غريبا....ولكنه وجع الموت الذي يفرق بين البشر،وما اصعبه من وجع يجعلنا نبكي دما قبل ان نذرف الدموع.

   كانون الثاني،على اهميته كأول شهر من السنة ،اي فاتحتها وبشراها وباكورة اشهرها، لكنه شهرا اختلطت فيه دموع البشرى بدموع الذكرى....وها انا اكمل لكم ذكرى فقداننا لوالدنا الغالي،رحمه الله تعالى،وعاش عمره الغالي بحبىونقاء وصفاء،ونحمد الله انه كان من حفظة القرآن،وممن تشهد له الصلوات الخمس حاضرا وفي المسجد.

   اتذكر كلماته ونصائحه وارشاداته في وقت اتذكر فيه قدومه من إكمال عبادة الحج ، الفريضة الخامسة، وحين زارنا بعض الزملاء الطلاب و بعضهم الذين اوشكوا على التخرج او المتخرجين ايضا من الجامعات،شربنا ماء زمزم سويا وكنا نتحدث عن فترة النضال الطلابي المشترك،وقالوا تعالوا ندعو دعوة جماعية،فضحكت متبسما وقائلا لهم وبحضور والدي رحمه الله : إما ان ادعو معكم او تدعون معي...فاشاروا الي ان ادعوا قبل ان نشرب شفات زمزمية مباركة، فقلت اللهم اخرجنا من هذا العمل الذي نحن فيه.....اي من العمل الطلابي،وذلك لقذارة المتنفذين في ذلك الوقت، وقالوا امين....ومن ثم ضحكنا من قلبنا...

    وخلال فترة وجيزة حصل ما حصل ، وكان الاشكال الشهير مع من كانوا لا يفقهون الا مصالحهم وخدمة اغراضهم، وغادرت العمل الطلابي برمته وارتحت من قرف المتسلطين على العمل النقابي، لا سهل الله عليهم اينما كانوا لانهم اسهموا في تخريب ما كنا قد بنيناه جميعا نحن و بقية الشباب...رجاء المستقبل......وكلهم ، والحمد لله ، اراحهم الله لدعوتهم الصادقة.

   رحمك الله يا والدي الغالي، رحمة واسعة ، ولا انسى كيف جاءك احد الاخوة الاعزاء الذين احبهم واحترمهم ،جاء ذات مساء يشكوا علي (بأمليته)، لأن هناك شكوى وصلته علي انني لا اقترب من المتسلط الفلاني واسلم عليه....!!! ، وهو بشكواه هذه اتاني كي اكارمه...وانا كارمته...وصرت القي السلام ولو من بعيد...فقط لان السلام هو لله وليس للشياطين...انتهى