عصام صادق ... عليَّ الكوفية ولولح فيها بقلم: علي بدوان
تاريخ النشر : 2020-01-20
عصام صادق ... عليَّ الكوفية ولولح فيها بقلم: علي بدوان


عصام صادق ... عليَّ الكوفية ولولح فيها

بقلم علي بدوان

رحل عصام مثقال صادق يوم 19/1/2020، في بلاد الغربة، في السويد، رحل مودعاً اصدقائه، واحبابه، وابناء شعبه، رحيل الوداع في هزيع الليل في تلك البلاد الباردة، رحل وكوفيته تزيّن كتفيه، واثقاً من وفاء الناس، ووعد وقسم العودة الى فلسطين. 

عصام مثقال صادق، الفتحاوي العريق في اليرموك، وقبل ذلك الفحماوي الفلسطيني الأصيل، ابن مدينة أم الفحم، أم الفحم التي مرّغت أنف (كاهانا) بالوحل، واشادت مع اهلها ومواطنيها في الداخل المحتل عام 1948 الحالة الفلسطينية الوطنية الجامعة، في مواجهة سياسات "الإسرلة" الصهيونية، فكانت ومازالت شوكة في خاصرة المشروع الصهيوني.

عصام مثقال صادق، ابن مخيم اليرموك، ومن سكان منتصف شارع حيفا، الواقع وسط مخيم اليرموك، كان على الدوام في قلب العمل الوطني الفلسطيني، منذ نعومة أظافره، شبلاً، وفتى، وشاباً مملوءاً بالعزة الوطنية، والإندفاع في العمل العام، وحسن بناء العلاقات مع كافة الناس باليرموك.

في سنواتٍ غابرة، وعندما تأزمت الأمور الفتحاوية في سوريا، ابان انشقاق العام 1983، استطعت استقطابه ومعي عامر الشهابي، الى صفوفنا ولو بشكلٍ مؤقت حتى زوال تلك الزوبعة التي تولدّت صيف العام 1983، وكان معه مجموعة من الشبان الذين انخرطوا بخط اليسار، والتزموا به، واذكر من بين الشبان (نور الدين الحلبي، عصام سعدية، الشهيد ناصر تميم، خالد ح، الشهيد محمد موسى، المرحوم يحيى زيناتي، خليل خ ...الخ)، فاندفع للعمل، وشارك بكل تفاصيل تلك المرحلة، وخاصة منها ملحمة الصمود في معارك شرقي صيدا، وكفر فالوس، في لبنان، ضد قوات الغزو "الإسرائيلي" التي بدأت تتراجع وتنكفىء الى الشريط الحدودي مع لبنان عام 1984، وصولاً لمشاركته في صمود المخيمات، وخاصة معارك مغدوشة قرب صيدا منتصف العام 1985، وقد امتدحه الشهيد محمود خليفاوي قائد القوات في تلك المنطقة، ابان تلك المرحلة، اكثر من مرة.

بعد عودته لسورية من لبنان، عاد لعمله، لكنه لم يترك نشاطه الرياضي، فكان يدفع من جيبه، مصروفات النادي الرياضي التابع لحركة فتح، عندما شحّت الموارد. فكان المهم أن يستمر النادي في عمله وعطائه، وهو ماكان.

عصام مثقال صادق، الذي لم تنقطع اتصالاته معي، رغم صعوبة النطق التي كان يعاني منها، الا انه كان يسمعني صوته، ويكتب لي على (الفيسبوك)، وكان اخر اتصال معه قبل عدة ايام حين طلب مني ابلاغ والدتي بالدعاء له.

عصام، صديق المرحلة الوطنية الزاخرة، صديق اليرموك، المخيم، أو التجمع، او المدينة، التي صنعنا منها لوحة فلسطين المؤقتة، كان حالماً بوطنه فلسطين، رحل، فله الوفاء، ولولديه عمار ويزن وعائلته الكريمة بأن فجر فلسطين سيسطع وإن طال زمن الهجرات والتغريبة المرة.