نهاية التاريخ..ونهاية مرحلة من التاريخ بقلم:موسى الغول
تاريخ النشر : 2020-01-19
بعد انهيار الاتحاد السوفياتي ومنظومة الدول الاشتراكية في نهاية العقد التاسع من القرن الماضي. طوى العالم مرحلة ما عرف حينها النظام الدولي بنظام ثناىي القطبية، وما وسمها من مميزات وسمات في مقدمتها الحرب الباردة، وانقلب النظام الدولي ليصبح نظام القطب الامريكي، حيث بسطت الولايات المتحدة سطوتها واحكمت قبضتها على العالم مستغلة الفراغ الكبير الذي تركته المنظومة الاشتراكية المنهارة. وعدم قدرة الاتحاد الاوروبي مجاراة الهيمنة الامريكية التي فرضت على اوروبا شروطها واكتسحت اسواقها، مبقية اياها تحت السيطرة والهيمنة الامريكية.
مع انبلاج ملامح النظام العالمي الجديد انبرى فلاسفة الامبريالية وادباءها ، بالتنظير للسيطرة الامريكية فهذا صمؤيل هنتجتون يتحدث بتحول اشكال الصراع الدولي لتصبح صراعات ثقافية ايديولوجية ، يفترض فيها مسبقا هيمنة وسيطرة الثقافة والايولوجية الغربية الامبريالية وانتصارها على ثقافات العالم الاخرى ، فتحدث في صدام الحضارات عن الثقافة الغربية الساىدة وعن ثقافات العالم الاخرى الباىدة.
اما فرنسيس فوكوياما فذهب ابعد من هنجنتون حين تحدث عن نهاية التاريخ، مبينا ان العالم قد وصل قمة تطوره ونموه الاقتصادي والاجتماعي ، بامتطاء الولايات المتحدة صهوة جواد العالم . وان هذه المرحلة نهاية مراحل التاريخ معلنا للعالم بان مرحلة السيطرة الامريكية الامبريالية هي مرحلة ازلية وداىمة.
على الرغم بان ما تحدث به منظرو الراسمالية والامبريالية الغربية من فوكوياما وهنجنتون وغيرهم ،لا يتوافق مع سيرورة التاريخ وتطوره ، الا ان هؤلاء وضعوا نظرياتهم وهم في قمة نشوة الانتصار واكتساح العالم، والمشكلة الكبرى ما ينظر له فلاسفة العرب وفلسطين مت كتبة وادباء وصحفيين، حين يعلنون على الملأ بان المرحلة الراهنة التي تعيشها الامة العربية من حروب وانقسامات وتشرذم، وما تعانيه القضية الفلسطينية من ازمات وتراجع وانقسام..هي نهاية التاريخ وهي المرحلة الاخيرة من مراحل القضية الفلسطينية وقضايا الامة العربية..وهم في احاديثهم السطحية والتي لا تخدم سوى اعداء الامة العربية واعداء الشعب الفلسطيني وقضيته..فتاريخ الشعوب يمر بمراحل من الهبوط والصعود.. مراحل من التراجع والتقدم. وان كانت المرحلة الراهنة هي مرحلة التراجع والانحدار..الا انها ليست النهاية ..وكما يقول العظيم ابراهيم نصرالله : قوللي على وين مسافر ..شارد وللا مهاجر. لسه الشهداء ما خلصوا حتى تختم دفاتر. لسه في سجون وعتمة ..وخلف القضبان في ثاىر . يصرخ ويدوي صراخه عالكون بشاير .. فمرحلة جديدة في المنطقة ربما بدات ملامحها بالتبلور ..ستنبلج عاجلا ام آجلا.. فالتاريخ دوما نهايته ليست كنا ارادتها الامبريالية ومنظريها بل هي حليفة الشعوب المقهورة والمظلومة.