التعليم يا عرب بقلم: محمد أبوالفضل
تاريخ النشر : 2020-01-18
التعليم يا عرب بقلم: محمد أبوالفضل


لايختلف أثنان  على أن التعليم في البلدان العربية والأسلامية أصبح الشغل الشاغل لعدد غير قليل من الفئات والشرائح السياسية والأجتماعية، ذلك أن الوعى والإدراك بأهمية التعليم أتى متأخراً جدا في الوقت الذي أكل الدهر وشرب في جميع مجالات ومناحى الحياة المتعددة والمتنوعة. فعندما حقق الأتحاد السوفيتي سابقا سبقا عظـيما على الولايات المتحدة الأمريكية في أرتياد الفضاء الخارجى عزت الثانية سر التقهقر والأنكماش العلمى والبحثى إلى قصور النظم التعليمية والتربوية، هذا فضلا عن أن أحد الخبراء الأمريكان في عالم المال و الأقتصاد أرجع سر الأزمة الأقتصادية في أمريكا ذات مرة إلى نفس القصور في النظم التعليمية والتربوية، مادفع بالولايات المتحدة الأمريكية إلى الأهتمام بوضع خطط لنهضة التعليم بمستوياته المختلفة وهو الأمر الذي مكنها من كسر الحواجز النفسية الشديدة، فقولبت النظريات وسمت إلى مكان سامق عال وشاهق. لقد أدركت البلدان والأوطان العربية والأسلامية حقيقة تخلفها في جميع مجالات ومناحى الحياة ومرجع ذلك اعتلا الفصام الحقيقي بين النظم التعليمة والتربوية  وكافة مظاهر ومناحى الحياة، فالتعليم في هذه البلدان لم يربط بوثاق مباشر بالحياة العملية فعليا، فضلا عن أن وظيفة مدارس بمستوياتها المختلفه أختزلت أختزالا شديدا إذ اقتصرت وظيفة المدارس على التلقين وقياس المهارة في أستذكار المواد الدراسية والمناهج وإعادة ترديدها في الأختبارات الشهرية والترم  والنهائية مما أدى إلى خلق حقائق كارثيه والدعة والكسل والتراخي.على أن الفعل السياسي للأمة الإسلامية والعربية قد أثر تأثيرا فادحا ومباشرا على نظم التعليم، فهزائم ونكسات الأمة في مجال ومضمار السياسة وبخاصة بعد ظهور ما سمى بثورات الربيع العربى ترك بصماته الواضحة على نظم التعليم، وذلك من خلال التنظير والتقعيد للنظم التعليمية والتربوية إذ عكست أستراتيجيات العمل التعليمي والتربوي المستوى الأفظع وصفا الذي وصلت إليه الأمة في مضمار الهزيمة النفسية والأنكسارات والنكسات المتوالية.فواقع التربية والتعليم في البلاد محل إعادة النظر وترتيب الأوراق وتنظيم الدافعية عن التعليم إذ بات من الضرورة تكامل وتضافر شتى مكونات الفعل التعليمي والتربوي لتلتقي وتتجاوب مع التطلعات والطموحات من التعليم في هذا الزمن الرديء الذي غلب عليه طابع الأنهزام للأمة العربية والإسلامية في العديد من المناحى ومجالات وميادين الحياة الهامة المتعددة والمتنوعة.فمكونات الفعل التعليمي والتربوي تنحصر في السناتر والدروس الخصوصية والمناهج والمقررات الدراسية الصماء وبالمعلم والطالب إذ ينبغي التأقلم والتكيف مع المتغيرات والمستجدات الشاملة ومع عصر النهضه والتنميه والتطور اليومي المتعدد في أتجاه أستيعاب حركة البناء والأعمار وربط هذه المسألة مباشرة بتطوير نظم التعليم على أختلاف مستوياته، فنحن نريد أن نرى المدارس والمعاهد والجامعات والكليات آلة فريدة من نوعها في ضخ وأنتاج مواطن صالح يخبر معنى الحياة الحقيفى ويجيد تغيير مجرى الأمور للأفضل والأحسن ومن ثم تغيير مجرى التاريخ من خلال ما يمتلكه من قدرات ومواهب متعددة ومتنوعة لتسهم إسهامامباشرا في خلق جيل النهضه والبناء والتحديث العصري والتنميه الشموليه ..جيل الترقي والرقى والرفاه والتقدم والنهوض الأجتماعي والثقافى والسياسي والأمني والأقتصادي وغيرها من المجالات المتعددة والمتنوعة.وحتى نصل إلى مثل تلك الغايات والساميه والأماني المجتمعية الراقية علينا بضرورة الإلتزام التام والكامل بمايلي:ـ أولا: العمل على تطوير وتحديث العملية التعليمية والتربوية برمتها والنظام التعليمي والتربوي من خلال التوصل إلى مناهج ومقررات دراسية تنمى القدرات وتستوعب الحاضر الزماني والمكاني وتنظر بعين ثاقبه إلى المستقبل وبكل ثقة وإصرار على إثبات الهوية والوجود. ثانيا: بات من الضرورى الإهتمام الجاد والمثمر بالإدارة المدرسية وتأهيل وتدريب مدراء ومديرات المدارس في ميادين ومجالات عدة، ووضع معايير أنتقائيه سليمة للمدراء ومديرات المدارس ممن يتميزون بالذكاء والكياسة والفطنة ومن هم قدوة. ثالثاً: عقد الدوريات التثقيفية والندوات والدورات المكثفة لمختلف القيادات التعليمية والتربوية وإمدادهم بالمعارف والعلوم والمعلومات الحديثة بغرض اللحاق بركب الأمم على وجه البسيطة الدولية. رابعاً: التنسيق الجاد مع باقي مؤسسات التربية والتعليم  في أجهزة الإعلام الرسمي والخاص المقروء والمرئي والمسموع حتى تتكامل الجهود وتتضافر الطاقات ،علاوة على أبراز دور المسجد والكنيسة في مجال التعليم والتربية إضافة إلى النوادى الرياضية وقصور الثقافة التي ينبغي أن تقوم بدور طلائعي في حركة التشييد والبناء والنهضة والتطوير التي يجب أن تشهدها البلاد. خامسا:  الإعتماد على التخطيط الممنهج والبرمجة الهادفة في التعاطي والتعامل مع معطيات العصر الراهن ومع مختلف القضايا الشائكة والعالقه حتى نتمكن من تخطي كابوس وبعبع الفشل والإخفاق.