فلسفة رياض سلامة للذباب والدبابير بقلم:مروان صباح
تاريخ النشر : 2020-01-16
فلسفة رياض سلامة للذباب والدبابير بقلم:مروان صباح


فلسفة رياض سلامة للذباب والدبابير ...

مروان صباح / هناك عبارة خالدة لا تتقادم مع الزمن ، تقول بأن المنافق كائن يمدحك في الضجة ويخونك في الصمت ، وعلى هذا المنوال نتقدم بالسؤال المركزي راجين الله أن يجنبنا بواطن النفاق ، إذن ، لماذا الزعرنة حاضرة في الضاحية الجنوبية الواقعة في العاصمة اللبنانية وايضاً شاهدناها في الطريق الجديدة بجانب الحرش والممتد إلى أول صبرا ، اثناء اعتراض بعض أنصار تيار المستقبل على استبعاد أسم الرئيس الحريري من التكليف وغائبة تماماً في المناطق الشرقية للعاصمة بيروت ، بل السؤال المدرسي ، هل القسيسيون استطاعوا تربية مجتمعاتهم بينما فشلوا الأئمة في تربية مجتمعاتهم ، بل ايضاً يتساءل المرء ، كيف يمكن لحزب الله وحركة أمل الإدعاء بأنهما تنظيمان يهدفان لتحرير القدس وقواعدهما التنظيمية والشعبية يمارسون البلطجة في شارع الحمرا ويقومان بتكسير مصالح التجار دون أي سبب ، وهنا يتساءل المراقب ، هل يعقل أو من المفروض أن يصدق المرء ، بأن من هو ليس مؤتمن على مصالح ابناء جلدته ، يمكن له أن يؤتمن على قضية ربانية قبل أن تكون قضية بشرية وبالتالي خلاصة الوصول إليها إقامة العدل بين الناس .

لقد فشلت هذه الطبقة الحزبية والسياسية في جميع المحطات ، لم تبقي محطة إلا وسجلت فيها إخفاقاً وفشلاً ، لكنها نجحت في أماكن أخرى ، على سبيل المثال ، حمت اللصوص القدامة وسكتت عن اللصوص الجدد وجمعت السلاح زاعمةً من وراء جمعها له مقاومة الاحتلال وتحرير فلسطين لكن الوقائع كانت مغايرة على الإطلاق ، تحول السلاح إلى اداء من أجل السيطرة على السلطة وفرض أسلوب حياتي يختلف عن أنماط المعتادة لحياة اللبنانيين وبالتالي انتشر الفساد بشكل أفقي لم يعد يقتصر على المصارف وخزينة الدولة بل شمل مرافق الدولة المتواضعة بالأصل التى تعتني بشكل مباشر بالإنسان البسيط .

يصعب كذلك إغفال حقيقة أخرى بسيطة تدلل بأن الطبقة السياسية متواطئة إلى حد كبير ، لم يكن نقل الودائع بالعملة الصعبة إلى الخارج بالصدفة بل هو فعل عن سابق قصد وتصميم ، فكيف يمكن لرياض سلامة محافظ مصرف لبنان تفسير تلك التسهيلات التى سمحت لهؤلاء بسحب أموالهم رغم هناك علامات استفهام كبرى حول أصولها ومصادرها ، في الوقت ذاته يطالب سلامة من المودعون العاديين باسترداد أموالهم بالعملة اللبنانية بالرغم أنهم كانوا قد أودعوها بالعملة الأجنبية ، فالرجل يطبق المثل الشهير للأديب البريطاني سويفت، القوانيين مثل بيوت العنكبوت ، تمسك بالذباب الصغيرة لكنها تسمح للدبابير بالمرور .

كل يوم يستمر لبنان على هذا الحال يكلف لبنان المزيد من التدهور الاقتصادي ويزيد الناس إصراراً بمطالبهم ، بل ثمة بالبطع سؤال بسيط بقدر ما هو قاطع وجوهري ، جميلاً ، وما الصنع إذن ، فإذا كانوا رئاسة الجمهورية والبرلمان والأحزاب والتيارات جميعهم عاجزين عن تقديم مبادرة مقنعة وجدية ، بل المصيبة الكبرى ، لقد وضعوا لبنان في سلة ايران ، فأصبح البلد عديم الحركة رغم أن جميع أبواب العالم مفتوحة له وبالتالي الحكاية كلها تتطلب فقط تشكيل حكومة على رأسها شخصية عابرة وأشخاص من الاختصاصيين تحاكي ويحاكون اولاً مطالب الشعب وثانياً تتواصل بمهنية مع العالم العربي والغربي ضمن معايير وقياسات دولية وعلى رأس هذه المعايير وقف الفساد ومحاربته بشكل جذري . والسلام
كاتب عربي