الإمارات والقضية الفلسطينية.. موقف ثابت ودعم تاريخي بقلم: د. عرفات علي جرغون
تاريخ النشر : 2020-01-16
يعد موقف دولة الامارات العربية المتحدة من القضية الفلسطينية من أقوى المواقف العربية وأكثرها ثباتآ وانسجامآ مع الشرعية الدولية وحقوق الشعب الفلسطيني. وتاريخيا لعبت الإمارات دورا هاما في تقديم الدعم السياسي والاقتصادي والإنساني لكافة أبناء الشعب الفلسطيني. وهذه المواقف تنطلق من مبادئ وقيم أخلاقية وإنسانية ومصير مشترك، بدعم صمود الشعب الفلسطيني، وتأييد حقوقه في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
هذا الموقف الثابت دائما ما عبر عنه المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ، في كافة خطاباته أمام المنظمات الدولية والإقليمية، وفي كافة لقاءاته ومباحثاته مع المسئولين الدوليين، فالمغفور له يؤكد على أهمية التوصل إلى حل عادل وشامل ومستدام للقضية الفلسطينية، وكان يقول دائماً إن القضية الفلسطينية في قلب دولة الإمارات وقلوب قادتها وشعبها، وقد واصل قادة الإمارات هذا النهج بعد انتقال الشيخ زايد إلى بارئه وبقيت القضية الفلسطينية في قلوب الإماراتيين حكومة وشعباً. كما أكد الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان أن القضية الفلسطينية هي قضية الأمة العربية المركزية الأولى، وأن السلام العادل والشامل في الشرق الأوسط لن يتحقق إلا بعودة الحقوق الشرعية للشعب الفلسطيني. هذا
وقد أكد الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولى بدولة الإمارات العربية المتحدة، أن القضية الفلسطينية جوهرية بالنسبة للأمتين العربية والإسلامية، والسعى نحو التوصل إلى حل شامل ودائم وإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية وفقًا لقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، كما دعى المجتمع الدولى للوفاء بالتزاماته تجاه القضية الفلسطينية واللاجئين الفلسطينيين". كما أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، أن القدس بعروبتها وهويتها التاريخية والدينية قبلة لجميع الشعوب من مختلف الأديان وموقف الإمارات هو ترسيخ مبادئ سلام حقيقية بهدف ضمان الحقوق العربية والفلسطينية والاستقرار الدائم في المنطقة. وقد عبّر سموه عن موقف الإمارات تجاه القرار الأميركي بشأن نقل السفارة الأميركية للقدس قائلاً: «مدينة القدس هي جوهر الحل العادل والشامل للقضية الفلسطينية.. والقضية الفلسطينية هي جوهر استقرار المنطقة والمساس بالقدس هو مساس باستقرار المنطقة وتمكين لخطاب متطرف جديد وفتح لنوافذ الإرهاب الذي بدأ العالم في هزيمته فكرياً وعملياً.
هذا وقد أكدت أكدت معالي الدكتورة أمل عبدالله القبيسي رئيسة المجلس الوطني الاتحادي موقف دولة الإمارات التاريخي الداعم لحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، والإدانة بأقسى العبارات لكل الإجراءات والممارسات الإسرائيلية الاستفزازية سواء في القدس أو في غيرها من الأراضي الفلسطينية المحتلة، مشددة على أن القضية الفلسطينية تبقى قضية العرب المركزية الأولى رغم كل الشواغل والمشاغل، الداخلية والخارجية لدولنا العربية.
ولم يتوقف موقف دولة الإمارات العربية المتحدة تجاه القضية الفلسطينية بصفة عامة عند الشجب والإدانة والتأييد داخل أروقة المؤتمرات، بل تعدى ذلك إلى تقديم الدعم المادي والمعنوي للأشقاء الفلسطينين، فمنذ عامي 2013 و2018 قدمت دولتنا ما يزيد على 489 مليوناً على هيئة دعم، ومشاريع اقتصادية، وتنموية.
هذا وقد التزمت الإمارات التزام طويل الأجل تجاه الشعب الفلسطيني ووكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، والتي ذكرت أن إجمالي المساهمات المقدمة من الإمارات إلى «الأونروا» خلال عام 2017 وصل إلى 26.7 مليون دولار، والتي شملت مساهمات كبيرة من حكومة دولة الإمارات ومؤسسات إماراتية، كمؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية، وهيئة الهلال الأحمر الإماراتية، ومؤسسة دبي العطاء. وقدمت الإمارات مساهمات إضافية إلى فلسطين بمبلغ 98.7 مليون دولار خلال عام 2017، وذلك في صورة مساعدات ثنائية، وبذلك تبلغ جملة المساهمات التي قدمتها الدولة للشعب الفلسطيني خلال العام نفسه 125 مليون دولار. كما تعهدت دولة الإمارات منذ بداية العام الحالي بتقديم مبلغ إضافي بقيمة 75 مليون دولار لفلسطين، بما في ذلك 50 مليون دولار لوكالة الأونروا، وبذلك تكون الإمارات من بين أكبر خمس دول مانحة للأونروا.
وأخيرآ يمكننا القول بأن دولة الإمارات العربية المتحدة ثابتة على مواقفها الداعمة للحق الفلسطيني وهي لا تدخر جهداً في سبيل تقديم كل ما يلزم لعودة الحق الفلسطيني لأصحابه ورفض أي حلول مجتزئة، فالدولة بمؤسساتها الرسمية والإنسانية لم تدخر أي جهداً في دعم الشعب الفلسطيني.
حيث وضعت القضية الفلسطينية على رأس برامجها الإنسانية الرامية إلى تخفيف معاناة الشعب الفلسطيني ودعم احتياجاته الأساسية. القضية الفلسطينية هي قضية الإمارات الأولى، وستظل كذلك حتى حصول الشعب الفلسطيني على جميع حقوقه المشروعة، وعلى رأسها إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.