الخاصرة الرخوة رواية اجتماعية وانسانية بقلم:ناصر التميمي
تاريخ النشر : 2020-01-14
ناصر التميمي:
رواية الخاصرة الرخوة للكاتب جميل السلحوت صدرت عن مكتبة كل شيء حيفا.
تتضمن هذه الرواية قضايا اجتماعية وإنسانية بأسلوب شيق ولغة سهلة، تحّدثت الرواية عن ظلم المجتمع للمرأة، ومعاملتها كضلع قاصر، فتعليم المرأة لا يعطيها حق التحكم بمستقبلها، كما حصل مع جمانة بطلة الرواية، عندما تقدم أسامه لخطبتها وهي لا تريد الزواج ولا تفكر به، وكل همّها ان تُكمل تعليمها وتمدّ يد العون لأسرتها، ولكنها للأسف إنصاعت لرغبة والدها، وقبلت الزواج من شخص لم تعرفه ولم تألفه؛ لتجد نفسها في وقت قصير زوجة لهذا الشخص، يجب عليها أن تلبي حاجاته ورغباته، ولكن بما أن جمانة متعلمة وجامعية فلماذا قبلت شروط زوجها دون مناقشه؟ ولماذا وافقت على تقبيل حذائهُ ثم قدمه، ليتها رفضت الذلّ والإهانة من البداية، أين صوت العلم؟ أين المرأة المتعلمة القوية؟ أيّ حياة زوجية تبدأ بهذه الشروط؟ وأي سعادة مربوطة مع هذا الزواج؟ كُنت أتمنى أن أسمع في الرواية صرخة استغاثه أو كلمة احتجاج، ولكن للأسف لم يكن هذا، وجاء في الرواية أيضا شخصيتان متناقضتان، هما شخصية أسامه زوج جمانة الملتزم في الدين الذي لم يكتفِ بارتداء زوجتة اللباس الشرعي، بل فرض عليها النقاب أيضا، وبين زوج صابرين يونس المتحرر البعيد كل البعد عن الدين الإسلامي، فهذان النموذجان باء زواجهما ما بالفشل والطلاق، فخير الأمور أوسطها. تحدثت الرواية أيضا عن قضية مهمة وهي قضية عذرية الفتاة، كم من الفتيات قُتلن على خلفية شرف العائلة أو عشن مكسورات الجناح مع أنهن لم يرتكبن أي خطأ، لكنه الجهل، وذلك من أجل التستر عليّهن كما حصل مع عائشة التي زوجوها طفلة، وطُلقت ظلما بسبب العذرية، وقبلت بعد ذلك بالزواج من رجل عمره أكثر من ضعف عمرها، من أجل أن تنجو بنفسها من الظلم الذي وقع عليها، وتحدث الكاتب أيضا عن ظلم الحماة لكنتها، ومدى تأثير هذا الظلم وتدخل الحماة في حياتها الزوجية التي تؤدي في بعض الأحيان إلى فشل الحياة الزوجية، ثمّ الطلاق.