"إنكسارات في مرايا الروح"..مجموعة شعرية للشاعر عمر حماد هلال
تاريخ النشر : 2020-01-14
"إنكسارات في مرايا الروح"..مجموعة شعرية للشاعر عمر حماد هلال


"إنكسارات في مرايا الروح"..مجموعة شعرية للشاعر عمر حماد هلال

ا.د. ابراهيم خليل العلاف

استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة الموصل

الشاعر العراقي الموصلي الاخ والصديق الاستاذ عمر حماد هلال من رموز المشهد الشعري المعاصر في العراق .دؤوب ، ومخلص ، ونقي ، ومهموم بالوطن والامة . لايهدأ ، ولايكل ولايمل من تأكيد كل قيم النبل والصدق ، وأراه حزينا مما يرآه ويسمعه عن اوضاع الوطن وانكساراته وخيبات مثقفيه في ان يجدوا الوطن الذي يريدون .

من مواليد الستينات .. تألق في الثمانينات من القرن الماضي . نحت لنفسه خطا في الصخر ، ناضل وكافح من ان اجل يكون له موقع بين صحبه الشعراء المتميزون فنجح ، وهو صحفي ايضا وكاتب أزامله في جريدة (صباح الموصل ) ، ويعجبني فيه حزمه وتفاؤله لذلك لم يكن استاذنا وشيخنا الاستاذ الدكتور الناقد والموسوعي عمر الطالب مخطئا حين قال ان عمر حماد هلال إختط له نهجا خاصا به ؛ فهو عندما يكتب القصيدة يحرص على ان تكون جديدة في فكرتها ، وتراكيبها وصدقها في التعبير عن مكنوناته هو .. وهنا وقف استاذنا الدكتور عمر الطالب ليقول "لقد صدق عمر حماد هلال في طلاسمه كما صدق نجيب محفوظ في تصوير (محمد عبد الجواد ) في ثلاثيته " .

بالحلم يرى التغيير، ونراه في مجموعته الشعرية الجديدة ( انكسارات في مرايا الروح ) يحلم بالتغيير ، ولعمري تلك هي مهمة الشاعر فهو رائد قومه يرى ما لايرونه ويحس بما لايحسون به ويستشعر الخطر قبل ان يستشعروه .

في قصيدته (الق التحدي ) يرى في التحدي القا . ويقول :

أفرش طريقك للخلود ضالعا

فلقد شمخت وكان غيرك راكعا

وهنا يربط بين الالق والشموخ : الشموخ في موضع اليأس والنكوص والخسارة

وإنفض جراحك للشموس وخلها

القا يفجر في العيون مدامعا

واجعل مدار الكون محض دقيقة

كالبرق يخطف خائنا أو خانعا

وفي قصيدته (قلبي لسان آخر ) يقرر أن الشقاء والالم هو ما يدفعه للأمل والنهوض

هذا الشقاء يلوكني

فالجوع سيف باترُ

الى ان يقول :

صبحي تطاول فجرهُ

واناملي ستُفاخر

فأنا الشموس دليلها

في همتي تتصاغر

إني سأبقى كوكبا

ما عاودتك دياجر

ارضي تلم شتائهم

وحمامتي تتكاثر

والمناضل والمدافع عن اهله ، يظل حائرا لكنه وهو الحائر يتطلع للنور الذي يخرج من دياجير الظلام :

بين شكي وحيرتي وانكفائي

يرسم الفجر دربه في الخفاء

الف موت بليلتي قد تناهى

والسرابات أُتخمت في سمائي

والى ان يقول :

قمري في الدجى لهم لو تجلى

تستجير الظلماء بالظلماءِ

والغربة غربة الروح ، والموج موج الاعصار، والغيوم الغيوم المتبلدة والجراح والعيون والفجر والليل والمطر مفردات تؤرقه كلها تذكره بالتأريخ وبالمجد الذي سلف وتدعوه للمطاولة وتسلق الذرى كل هذا نجده في قصيدته التي اعطت للمجموعة إسمها ( إنكسارات في مرايا الروح " .

ياغربة الروح بين الاهل والوطنِ

تعثر الموت في دفني بلا كفن

دمي ودمعي وروحي من يحررها

من يحمل الجمر عن ظلي وعن بدني

ثم يقول :

مرت على جسدي اقدام ابرهة ٍ

وصوته الف جيل سوف يتبعني

والى ان يقول :

فإنني خالد في صوت من ولجوا

تاريخهم منذ الف وهو لم يحنِ

...

ابقى مُهيبا على الافاق مرتديا

ثوب النجوم التي للآن تتبعني

المجموعة الشعرية - الديوان تضم (19) قصيدة ومن عناوين القصائد صبرك فجر - فجر لاحدود له- لاتعذليه -انه انت فؤادي - همسة لطفلي - وعلى الشفاه تبلدت امثالها - الشمس داري.

بقي ان اقول ان المجموعة طبعت في ( دار ماشكي للطباعة والنشر والتوزيع ) بالموصل وهي دار راقية وان الاستاذ الشاعر والكاتب والصحفي عمر حماد هلال من مواليد الموصل 1964 يكالوريوس علوم تخصص جيولوجي 1989 ..له مجاميع شعرية منها (هواجس ) 1996و( صرخة في جسد ) 1999 منحه مركز دراسات الموصل درع الابداع لتميزه الشعري .. يعمل محررا في جريدة (صباح الموصل ) التي تصدرها (شبكة الاعلام العراقي ) ومحررا في جريدة (الحدباء ) وفي جريدة (آفاق الموصل) .

اتمنى له التقدم والبهاء والتألق الدائم .