الشيخ سلامة البلي يجمع الأمة في مضافته العامرة بقلم:أسعد العزوني
تاريخ النشر : 2020-01-14
الشيخ سلامة البلي يجمع الأمة في مضافته العامرة بقلم:أسعد العزوني


الشيخ سلامة البلي يجمع الأمة في مضافته العامرة

أسعد العزوني

تمتاز عشائرنا العربية العريقة بالتكاتف والتآزر والولاء والإنتماء للقيادة والأردن،هذا هو واقع الحال الذي إتسم  به إستقبال شيخ مشايخ عشائر البلي الشيخ سلامة البلي ، لوفد قبائل عشائر البلي والملاعبة من مصر والسعودية، مساء السبت الماضي في مضافته العامرة  بالرصيفة،وقد تحدث فيه الشيخ سلامة البلي بمنطق الحكيم فيما يخص الوطن والقائد ،وأكد أن العشائر الأردنية هي المدماك الرئيس في الأردن الممتد عبر التاريخ.

ما شدني أكثر هو ليس ما قاله الشيخ سلامة البلي بأنه لو يستطيع لقبل رؤوس الحاضرين واحدا تلو الآخر،فهذا هو تصرف الشيوخ الأصيلين،بل هو ما قام به ولده الشاعر الشاب الشيخ فوّاز ،الذي أثبت أصالة متجذرة بتنا نفتقدها في الجيل الجديد،وظهر عضدا لأبيه ،مرحبا بضيوف أبيه أفضل ترحيب،وألقى قصيدة تستحق لقب العصماء ويجب أن تخلّد وتدرّس في المدارس ،لأنها تضمنت مكارم الأخلاق ،وأكبر بوالده أمام الجميع ،ودعا للشهامة وحمل السيف،وهذه الكلمات في عرف المنطق لا تخرج إلا من لدن شيخ حكيم إبيض شعر رأسه وأكل الدهر عليه وشرب،ولكن روعتها أنها خرجت من لدن شاب ،تربى في بيت شهامة وعز ،ورضع  حليب إمرأة عربية حرة غمرتها الشهامة ماضيا وحاضرا،وهي بلا شك "بنت أصول".

بدا الشيخ سلامة البلي المضيف،وكأنه الضيف وهذه من صفات الكرم العربي والشهامة العربية والحكمة ،فهو الذي لم يجلس ولم يقف لأكثر من دقيقة في مكان واحد،ولم يكف لسانه عن الترحيب بضيوفه ،تغمر وجهه الوضاء إبتسامات الترحيب بضيوفه من عشائر البلي والملاعبة في مصر والسعودية ،الذين أشادوا بدوره وبالأردن وطن عز وشموخ وبجلالة القائد عميد الهاشميين الملك عبد الله الثاني بن الحسين.

كان المدعوون من شيوخ العشائر الأردنية الذين جاؤوا للتضامن والتكافل مع الشيخ سلامة ،وكذلك أعضاء الوفد الضيف أيضا ،على قدر المقام وردوا المعروف بمعروف ،عندما أجمعوا على صدارة الشيخ سلامة البلي في الكرم والنخوة والشهامة،وتسابق شيوخ العشائر الأردنية على طلب إستضافة الشيوخ الأكارم الضيوف في مضاربهم ،إلى درجة ان الشيخ ناصر الدباس من شيوخ عجلون، أصر على دعوته ووضع عقاله على الطاولة ،وحصل على وعد من الشيخ سلامة إبان فترة إنعقاد المؤتمر الثاني المقبل للعشائر العربية في الأشهر القليلة المقبلة في الأردن.

تجلت الشيخة في أبهى مظاهرها عن الشيخ سلامة البلي وولده الشعر الشاب الشيخ فواز ،وتكللت بمحبة الجميع وثنائهم وتقديرهم لمقام الشيخ سلامة ،وبدوره  وبمناقبه وصفاته الحميدة،وهو الذي كان يتنقل بينهم ويطري عليهم بكلمات معسولة تفرح القلب،وكان قريبا بمشاعره من الجميع وغمر لطفه الجميع،إلى درجة ان حضوره كان مفعما بالطيب والبشاشة .

أثبت الشيخ سلامة البلي أن الإرتباط هو أساس التلاحم،ذلك أنه يرتبط بعلاقات  وطيدة مع كافة شيوخ العشائر في الإقليم،وشارك بفعالية في المؤتمر العشائري العربي الأول الذي عقد في مصر مؤخرا،وهو بصدد التحضير لعقد المؤتمر العشائري الثاني في الأردن،وتحدث جليا عن أهمية مثل هذه الملتقيات ودورها في تعميق السلم والأمن ، وتجمع الشباب من أبناء العشائر المتواجدين في كافة أنحاء المعمورة.

إضافة إلى هيبته فإن الشيخ سلامة البلي يتمتع بروح الفكاهة ،وبقدرة فائقة على إيصال الرسائل ،وكان ولده الشيخ فراس كما أسلفت عضد أبيه ،الذي يفتخر به ويثني عليه ،ويطري بضيوفه .

التعاضد والتماسك الذي أبداه الجميع في مضافة الشيخ سلامة البلي العامرة خلال اللقاء القومي، كان مفرحا للقلب ومنعشا للنفس ،وإن دل هذا على شيء فإنما يدل على واقع العشيرة ودورها عندما يكون شيخها أصيلا ،يسمو بمصالح الوطن على مصالحه الشخصية،ويعمل من أجل وطنه ويساند قيادته ،ويكون هو نفسه القدوة الصالحة لأبناء عشيرته ولشيوخ العشائر الأخرى.

لم يكن إستقبال الشيخ سلامة لضيوفه لقاء عشاء فحسب ،بل كان مهرجانا تغنى فيه الجميخ شيوخا محليين وأعضاء الوفد العشائري الزائر بالأردن وبقيادته الهاشمية ،وأشادوا بجهود جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين عميد الهاشميين الذي يواصل الليل بالنهار وهو يعمل لرفعة الأردن ،ونجح بحكمته وجنّب الأردن ،مآل ما وصلت إليه دول الجوار العربية التي ما تزال غارقة بالدم منذ العام 2010.

مباركة مثل تلك اللقاءات ،ومقدر كل من يدعو لها ويعمل على لم الشمل الذي نحتاجة في هذه المرحلة العصيبة ،كي نتصدى للمؤامرات التي تحاك ضدنا من القريب قبل البعيد،وتبقى العشيرة هي الملاذ الآمن .