سياسات بائدة تُبعث من جديد بقلم:علي التميمي
تاريخ النشر : 2020-01-14
سياسات بائدة تُبعث من جديد بقلم:علي التميمي


سياسات بائدة تُبعث من جديد
علي التميمي 

ترتكز الحياة في جوهر معناها, على جملة من الإختيارات نقوم بها نحن.. وهذه ستحدد مسيرتنا فيها بأي إتجاه سيكون

لكون الأيام تحمل لنا الكثير من الأحداث، فلا يمكن التكهن أو التنبؤ به باعتبار ما يدور حولنا وما نعيشه من تعقيدات، تخلق عندنا قلقا دائماً وعدم أستقرار لا أول له ولا آخر، يجعل خيارنا صعبا وحياتنا متأرجحة بين التمسك بأصالة الموروث، والبقاء في دائرة الماضي الذي نعتز به.

ما حفظه لنا التاريخ من إرث الاجداد الغني والمكتنز بالأواصر التي تحفظ لنا قوامنا الأممي، أو التنصل من ذلك كله والتنكر له، والاخذ بحداثة القادم والسير في ركاب التقدم ومجاراة التطور.. هو وأحد من أهم الخيارات التي نحن أمامها .

نظرة فاحصة للحاضر وهو أمتداد لما سبق، نجده يبتعد كثيرا عن مما خطط له على يد علماء ومفكرين، قضوا حياتهم للوصول بالمجتمع لأعلى درجة من الرُقي الأنساني، وضحى من أجلهِ العشرات لنيل أعلى مراتب التحرر من الظلم.. لكن السيادة كانت لمن أخذ يعمل بنهج يعود لسنين يحارب فيها أصحاب الفكر، ويصبح التاريخ والحضارة على المحك.

 أحد الاسباب المهمة لتوفير بيئة ملائمة لعودة الظلم والتسلط، الفهم الخاطئ لفرض المقبولية وشتان مابين أمرين، قبولها على أساس الحكمة والرؤية العميقة والرصيد المعرفي، وبين لغة التفرد والدكتاتورية والترهيب .

سبق وأن قضينا سنين تحت وطأة أحتلال أجنبي سار على نهج فرق تسد، وكان له ما أراد فأخذ ينتشر بكل انحاء البلد، ولكن سرعان ما تمت لملمة الصفوف وثرنا عليه, فخرج المحتل وهو يجر أذيال الخيبة، ويبدوا أن بلدنا سجل على تاريخه عنوان الصراع والمقاومة، لكن هذه المرة بشكل أعتى وأمر لأنها بين أبنائه.

في عهد ليس بالبعيد نشأت وسادت لغة التخويف، بتفعيل قاعدة جديدة شعارها "أقتل تسد" حيث وجد هذا النهج طريقه سالكا بمساعدة ضعاف النفس، من لا يملكون أدنى فهم للإنسانية، التي ثبت دعائمها وأرساها نبينا الكريم عليه وأله أفضل الصلوات، وحمل رايتها الاولياء والعلماء من بعده، وها نحن نقترب من العودة لعهد الظلم، عن طريق البعض ممن رأى ان أقرب طريق للسيادة هو القتل والترهيب!.

التأثير الخارجي والذي أنعكس سلبا على فكر ورؤية أغلب شبابنا، جعل الأداة والوسيلة الاكثر غلبة، لتحقيق الهدف المنشود وهو تعطيل تجربة قل نظيرها في دول مجاورة، فعلينا قطع جميع الطرق المؤدية للفتن، ونبذ الفكر الاجرامي الذي خلفه النظام السابق، والعودة الى التاريخ الحافل بالعلم والتضحيات، فنصبح بذلك قادرين على ان نمسك بدفة التحكم نسوقها كيفما نشاء، وأنى نشاء من دون أن تكون لغيرنا، لما توافر لدينا من أمكانية مادية ومعنوية، تدفع بنا نحو التقدم وجعلها ثورة كما السابق، حيث الانتصار على الاحتلال الاجنبي، وما تلاه من ظلم نظام بائد .